معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

قوله تعالى : { ثم تولوا عنه } أعرضوا عنه ، { وقالوا معلم } أي يعلمه بشر ، { مجنون } .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

ومع هذا تولوا عنه ، وما وافقوه بل كذبوه ، وقالوا : معلم مجنون . وهذا كقوله جلت عظمته : ( يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ) . . الآية . وقوله عز وجل : ( ولو ترى إذ فزعوا ، فلا فوت ، وأخذوا من مكان قريب . وقالوا : آمنا به . وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ? )إلى آخر السورة . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

و { تولوا عنه } أي أعرضوا ، وقالوا إنه يعلم هذا الكلام الذي يتلو وأنه { مجنون } .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

و{ ثم } للتراخي الرتبي وهو ترقَ من مفاد قوله : { بل هم في شك يلعبون } [ الدخان : 9 ] الذي اتصلت به جملة كانت جملة وقد جاءهم رسول مبين } من متعلِّقاتها .

فالمعنى : وقد جاءهم رسول فشكُّوا في رسالته ثم تولّوا عنه وطعنوا فيه ، فالتولّي والطعن حصلا عند حصول الشك واللعب ، ولذلك كانت { ثم } للتراخي الرتبي لا لتراخي الزمان . ومعنى التراخي الرتبي هنا أن التولي والبهتان أفظع من الشك واللعب . والمعلَّم الذي يعلِّمه غيره ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يُعلِّمه بشر } في سورة النحل ( 103 ) .

والمعنى : أنهم وصفوه مرة بأنه يعلّمه غيره ، ووصفوه مرة بالجنون ، تنقلاً في البهتان ، أو وصفَه فريق بهذا وفريق بذلك ، فالقول موزع بين أصحاب ضمير { قالوا } أو بين أوقات القائلين . ولا يصح أن يكون قولاً واحداً في وقت واحد لأن المجنون لا يكون معلَّماً ولا يتأثر بالتعليم .