تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

الآية 14 وقوله تعالى : { ثم تولّوا عنه } يحتمل أي أعرضوا عما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن . ويحتمل تولّوا عما دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم به . ويحتمل تولّوا عن رسول الله نفسه .

وقوله تعالى : { وقالوا معلَّم مجنون } قولهم : { معلّم } لأنهم يقولون : { إنما يعلّمه بشر } [ النحل : 103 ] .

وقولهم{[19089]} : { مجنون } نسبوه إلى الجنون لوجهين :

أحدهما : ما ذُكر أنه إذا نزل به الوحي تغيّرت حاله ولونه لثقل ذلك عليه ، فيقولون : به آفة وجنون .

والثاني : لمّا رأوه قد خاطر بروحه ونفسه لأنه خالف الفراعنة منهم والأكابر الذين كانت همّتهم القتل والإهلاك لمن خالفهم ، ودعاهم إلى غير الذي كانوا عليه ، نسبوه{[19090]} إلى الجنون ، والله أعلم .


[19089]:في الأصل وم: وقوله.
[19090]:أدرج قبلها في الأصل وم: إذا.