إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

{ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ } عن ذلك الرسول وهو هو ريثما شاهدوا منه ما شاهدوه من العظائمِ الموجبةِ للإقبال عليه ولم يقتنعوا بالتولِّي { وَقَالُواْ } في حقِّهِ { مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } أي قالوا تارة يعلمُه غلامٌ أعجميٌّ لبعض ثقيفٍ وأُخرى مجنونٌ ، أو يقولُ بعضهم كذَا وآخرونَ كَذا فَهلْ يتوقعُ من قوم هذه صفاتُهم أنْ يتأثرُوا بالعظة والتذكير ، وما مثلُهم إلا كمثلِ الكلبِ إذَا جاعَ ضَغَا{[720]} وإذا شبعَ طَغَى .


[720]:ضغا: ضغا ضغوا و ضغاء: صاح.