ولما كان الإعراض عنه مع ماله من العظمة بالبيان استخفافاً به وبمن جاء من بعده ، أشار إلى ذلك بأداة التراخي فقال : { ثم } أي بعد ما له من عليّ الرتبة في نفسه وبالإضافة إلى من أرسله . ولما كانت الفطر الأولى داعية إلى الإقبال على الحق ، نازعة إلى الانقطاع {[57367]}إلى الله والعكوف ببابه ، واللجاء إلى جنابه ، إلا بجهد من{[57368]} النفس {[57369]}في النفور{[57370]} وعلاج دواعي الثبور ، أشار{[57371]} إلى ذلك بالتعبير بصيغة التفعل فقال : { تولوا عنه } أي أطاعوا ما دعاهم إلى الإدبار{[57372]} عنه من دواعي الهوى ونوازع الشهوات والحظوظ { وقالوا } أي زيادة على إساءتهم{[57373]} بالتولي : { معلم } أي علمه غيره من البشر { مجنون * } فلم{[57374]} يبالوا بالتناقض البين الأمر ، وهذا يدل على أن من لا يبالي بعرضه ولا حياء له لا طيب لدائه لأنه لا وجود لدوائه ، وأنه إذا مس بما يلينه ويرده ويهينه لا يؤمن [ من-{[57375]} ] رجوعه إلى الحال {[57376]}السيئ عند{[57377]} كشف ذلك الضر عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.