في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَعُيُونٍ} (15)

وعلى الضفة الأخرى وفي الصفحة المقابلة يرتسم مشهد آخر ، لفريق آخر ، فريق مستيقن لا يخرص ؛ تقي لا يتبجح ؛ مستيقظ يعبد ويستغفر ، ولا يقضي العمر في غمرة وذهول :

( إن المتقين في جنات وعيون . آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين . كانوا قليلا من الليل ما يهجعون . وبالأسحار هم يستغفرون . وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) . .

فهذا الفريق . فريق المتقين . الأيقاظ . الشديدي الحساسية برقابة الله لهم ، ورقابتهم هم لأنفسهم . هؤلاء ( في جنات وعيون ) . .

   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَعُيُونٍ} (15)

اعتراض قَابل به حال المؤمنين في يوم الدين جرى على عادة القرآن في اتباع النِّذارة بالبشارة ، والترهيب بالترغيب .

وقوله : { إن المتقين في جنات وعيون } نظير قوله في سورة الدخان ( 51 ، 52 ) { إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون } وجمع { جنات } باعتبار جمع المتقين وهي جنات كثيرة مختلفة وفي الحديث : « إنها لِجِنان كثيرة ، وإنه لفي الفردوس » وتنكير { جنات } للتعظيم .