معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (3)

قوله تعالى : { وتوكل على الله } ثق بالله ، { وكفى بالله وكيلاً } حافظاً لك ، وقيل : كفيلاً برزقك .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (3)

1

والتوجيه الأخير : ( وتوكل على الله ، وكفى بالله وكيلا ) . . فلا يهمنك أكانوا معك أم كانوا عليك ؛ ولا تحفل كيدهم ومكرهم ؛ وألق بأمرك كله إلى الله ، يصرفه بعلمه وحكمته وخبرته . . ورد الأمر إلى الله في النهاية والتوكل عليه وحده ، هو القاعدة الثابتة المطمئنة التي يفيء إليها القلب ؛ فيعرف عندها حدوده ، وينتهي إليها ؛ ويدع ما وراءها لصاحب الأمر والتدبير ، في ثقة وفي طمأنينة وفي يقين .

وهذه العناصر الثلاثة : تقوى الله . واتباع وحيه . والتوكل عليه - مع مخالفة الكافرين والمنافقين - هي العناصر التي تزود الداعية بالرصيد ؛ وتقيم الدعوة على منهجها الواضح الخالص . من الله ، وإلى الله ، وعلى الله . ( وكفى بالله وكيلا ) .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (3)

{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ } أي : في جميع أمورك وأحوالك ، { وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا }

أي : وكفى به وكيلا لمن توكل عليه وأناب إليه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (3)

{ وتوكل على الله } وكل أمرك إلى تدبيره . { وكفى بالله وكيلا } موكولا إليه الأمور كلها .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (3)

وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ( 3 ){[9445]}

ثم أمره تعالى بالتوكل على الله في جميع أمره وأعلمه أن ذلك كاف مقنع ، والباء في قوله { بالله } زائدة على مذهب سيبويه ، وكأنه قال «وكفى الله » ، وهي عنده نحو قولهم : بحسبك أن تفعل ، وغيره يراها غير زائدة متعلقة ب { كفى } على أنه بمعنى اكتف بالله ، و «الوكيل » القائم بالأمر المغني فيه عن كل شيء .


[9445]:نداء النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى:{يا أيها النبي} و{يا أيها الرسول} تشريف له، وتنبيه على فضله، وتنويه بمكانته ومحله، أما غيره فنودي باسمه: يا آدم، ويا نوح، يا إبراهيم، يا موسى، يا عيسى. وحينما يذكر الله تعالى نبيه على سبيل الإخبار عنه فإنه يصرح باسمه فيقول:{محمد رسول الله}،{وما محمد إلا رسول}، فقد أعلم أنه رسوله، ولقن الناس أن يسموه بذلك، أما إذا لم يقصد الإعلام بذلك فإن ذكره يأتي كما جاء في النداء،{لقد جاءكم رسول من أنفسكم}،{وقال الرسول يا رب}، {النبي أولى بالمؤمنين}، وغير ذلك من الآيات.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (3)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وتوكل على الله} وثق بالله فيما تسمع من الأذى.

{وكفى بالله وكيلا} ناصرا ووليا ومانعا، فلا أحد أمنع من الله تعالى.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: وفوّض إلى الله أمرك يا محمد، وثق به.

"وكَفَى بالله وَكِيلاً" يقول: وحسيك بالله فيما يأمرك وكيلاً، وحفيظا بك.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{وتوكل على الله} أي اعتمد على الله في تبليغ الرسالة.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم أمر النبي (صلى الله عليه وآله) والمراد به جميع المكلفين فقال "وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا "فإن الله تعالى كاف في ما يوكل إليه.

الوكيل: القائم بالتدبير لغيره بدعاء من له ذلك إليه، فالحكمة تدعو إلى أن الله تعالى القائم بتدبير عباده، فهو وكيل عليهم من أوكد الوجوه...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

يقال التوكل تحقُّقٌ ثم تَخَلُّقٌ ثم توثق ثم تملق؛ تحققٌ في العقيدة، وتخلقٌ بإقامة الشريعة، وتوثق بالمقسوم من القضية، وتملّقٌ بين يديه بحُسْنِ العبودية.

ويقال التوكلُ تحقّقٌ وتعلقٌ وتخلقٌ، تحقّقٌ بالله وتعلّقٌ بالله ثم تخلقٌ بأوامر الله.

ويقال التوكل استواءُ القلب في العدم والوجود.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{وَتَوَكَّلْ عَلَى الله}: وأسند أمرك إليه وكله إلى تدبيره.

{وَكِيلاً}: حافظاً موكولاً إليه كل أمر...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وتوكل} أي دع الاعتماد على التدبير في أمورك واعتمد فيها {على الله} المحيط علماً وقدرة، ولتكرير هذا الاسم الأعظم الجامع لجميع معاني الأسماء في هذا المقام شأن.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فلا يهمنك أكانوا معك أم كانوا عليك؛ ولا تحفل كيدهم ومكرهم؛ وألق بأمرك كله إلى الله، يصرفه بعلمه وحكمته وخبرته.. ورد الأمر إلى الله في النهاية والتوكل عليه وحده، هو القاعدة الثابتة المطمئنة التي يفيء إليها القلب؛ فيعرف عندها حدوده، وينتهي إليها؛ ويدع ما وراءها لصاحب الأمر والتدبير، في ثقة وفي طمأنينة وفي يقين.

وهذه العناصر الثلاثة: تقوى الله. واتباع وحيه، والتوكل عليه -مع مخالفة الكافرين والمنافقين- هي العناصر التي تزود الداعية بالرصيد؛ وتقيم الدعوة على منهجها الواضح الخالص. من الله، وإلى الله، وعلى الله. (وكفى بالله وكيلا).

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

فأمره بتقوى ربه دون غيره، وأتبعه بالأمر باتباع وحيه، وعززه بالأمر بما فيه تأييده وهو أن يفوّض أموره إلى الله.

والتوكل: إسناد المرء مُهمه وشأنه إلى من يتولى عمله، وتقدم عند قوله تعالى: {فإذا عَزَمْتَ فَتَوكَّلْ على الله} في سورة آل عمران (159). والوكيل: الذي يسند إليه غيره أمره، وتقدم عند قوله تعالى: {وقالوا حسبنا الله ونِعم الوكيل} في سورة آل عمران (173).

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

إياك أن تظن أن واحدا من هؤلاء سوف يساعدك في أمرك، أو أنه يملك لك ضرا ولا نفعا، فلا تحسن الظن بأوامرهم ولا بنواهيهم، ولا تتوكل عليهم في شيء، إنما توكل على الله.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ولا يخفى أنّ هذه الأوامر الموجّهة إلى النّبي (صلى الله عليه وآله) لا تعني أنّه كان مقصّراً في التقوى أو أنّه يتّبع الكافرين والمنافقين، بل إنّ لهذه الأوامر صفة التأكيد على واجبات النّبي (صلى الله عليه وآله) من جهة، وهي درس وعبرة لكلّ المؤمنين من جهة أخرى.