تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا} (3)

1

{ وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا }

المفردات :

وتوكل على الله : فوض الأمر إليه .

وكفى بالله وكيلا : كفى به حافظا ومعينا .

التفسير :

اعتمد على الله وحده فهو نعم المولى ونعم النصير والتوكل على الله يتضمن الاعتماد عليه والثقة به وانتظار النجاح والتوفيق منه بعد الأخذ بالأسباب .

التوكل غير التواكل :

المتوكل يعمل ويكدح ويأخذ بالأسباب كالفلاح الذي يحرث الأرض ويسقيها وينظفها ويهيئ التربة للغرس ثم يضع الحب ويعتمد على الرب .

رأى عمر بن الخطاب قوما من أهل اليمن فسألهم ما هي حرفتكم ؟ قالوا : نحن متوكلون فقال عمر لهم : أنتم متواكلون المتوكل هو الذي يأخذ بالأسباب يغرس الحب ثم يعتمد على الرب .

{ وكفى بالله وكيلا } كفى بالله حافظا ومعينا ووليا ونصيرا .

والمقصود : إن الله عاصمك وحسبك فهو وحده جالب النفع لك ودافع الضر عنك ، إن هذه الآيات الثلاث تهدف إلى غرس العزة والكرامة في نفوس المسلمين .

وقد اشتملت على ما يأتي :

1- تقوى الله وطاعته واتباع وحيه .

2- الابتعاد عن طاعة الأعداء من الكافرين والمنافقين .

3- التوكل على الله فمن وجد الله وجد كل شيء ومن فقد الله فقد كل شيء .

***