معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ فَأۡتِ بِهِۦٓ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (31)

ف{ قال } له فرعون ، { فأت به } فإنا لن نسجنك حينئذ . { إن كنت من الصادقين* }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ فَأۡتِ بِهِۦٓ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (31)

10

وفي هذا إحراج لفرعون أمام الملأ الذين استمعوا لما سبق من قول موسى ؛ ولو رفض الإصغاء إلى برهانه المبين لدل على خوفه من حجته ، وهو يدعي أنه مجنون . ومن ثم وجد نفسه مضطرا أن يطلب منه الدليل :

( قال : فأت به إن كنت من الصادقين ) . .

إن كنت من الصادقين في دعواك ؛ أو إن كنت من الصادقين في أن لديك شيئا مبينا . فهو ما يزال يشكك في موسى ، خيفة أن تترك حجته في نفوس القوم شيئا .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ فَأۡتِ بِهِۦٓ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (31)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مّبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ * فَأَلْقَىَ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنّاظِرِينَ } .

يقول تعالى ذكره : قال موسى لفرعون لما عرفه ربه ، وأنه ربّ المشرق والمغرب ، ودعاه إلى عبادته وإخلاص الألوهة له ، وأجابه فرعون بقوله لَئِنِ اتّخَذْتَ إلَهَا غَيْرِي لأَجْعَلَنّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ : أتجعلني من المسجونين وَلَوْ جِئْتُكَ بشَيْءٍ مُبينٍ يبين لك صدق ما أقول يا فرعون وحقيقة ما أدعوك إليه ؟ وإنما قال ذلك له ، لأن من أخلاق الناس السكون للإنصاف ، والإجابة إلى الحقّ بعد البيان فلما قال موسى له ما قال من ذلك ، قال له فرعون : فأت بالشيء المبين حقيقة ما تقول ، فإنا لن نسجنك حينئذ إن اتخذت إلها غيري إن كنت من الصادقين : يقول : إن كنت محقا فيما تقول ، وصادقا فيما تصف وتخبر . فأَلْقَى عَصَاهُ فإذَا هيَ ثُعْبانٌ مُبينٌ يقول جلّ ثناؤه : فألقى موسى عصاه فتحوّلت ثعبانا ، وهي الحية الذكر كما قد بيّنت فيما مضى قبل من صفته وقوله مُبِينٌ يقول : يبين لفرعون والملأ من قومه أنه ثعبان . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن أبي بكر بن عبد الله ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس ، قوله فَأَلْقَى عَصَاهُ فإذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ يقول : مبين له خلق حية . وقوله : وَنَزَعَ يَدَه فإذَا هيَ بَيْضَاءُ يقول : وأخرج موسى يده من جيبه فإذا هي بيضاء تلمع للنّاظرِينَ لمن ينظر إليها ويراها .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عثام بن عليّ ، قال : حدثنا الأعمش ، عن المنهال ، قال : ارتفعت الحية في السماء قدر ميل ، ثم سفلت حتى صار رأس فرعون بين نابيها ، فجعلت تقول : يا موسى مرني بما شئت ، فجعل فرعون يقول : يا موسى أسألك بالذي أرسلك ، قال : فأخذه بطنه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالَ فَأۡتِ بِهِۦٓ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (31)

{ قال فائت به إن كنت من الصادقين } في أن لك بينة أو في دعواك ، فإن مدعي النبوة لا بد له من حجة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ فَأۡتِ بِهِۦٓ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (31)

فلما سمع فرعون ذلك طمع أن يجد أثناءه موضع معارضة فقال له { فأت به إن كنت من الصادقين } .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالَ فَأۡتِ بِهِۦٓ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (31)

أعرض فرعون عن التصريح بالتزام الاعتراف بما سيجىء به موسى فجاء بكلام محتمل إذ قال { فأت به إن كنت من الصادقين } . وفي قوله : { إن كنت من الصادقين } إيماء إلى أن في كلام فرعون ما يقتضي أن فرض صدق موسى فرض ضعيف كما هو الغالب في شرط { إن } مع إيهام أنه جاء بشيء مبين يعتبر صادقاً فيما دعا إليه ، فبقي تحقيق أن ما سيجيء به موسى مبين أو غير مبين . وهذا قد استبقاه كلام فرعون إلى ما بعد الوقوع والنزول ليتأتى إنكاره إن احتاج إليه .