معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ۩} (26)

قوله تعالى :{ الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم } أي : هو المستحق للعبادة والسجود لا غيره . وعرش ملكة سبأ وإن كان عظيماً فهو صغير حقير في جنب عرشه عز وجل ، تم ها هنا كلام الهدهد .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ۩} (26)

15

والهدهد إلى هذه اللحظة يقف موقف المذنب ، الذي لم يقض الملك في أمره بعد ؛ فهو يلمح في ختام النبأ الذي يقصه ، إلى الله الملك القهار ، رب الجميع ، صاحب العرش العظيم ، الذي لا تقاس إليه عروش البشر . ذلك كي يطامن الملك من عظمته الإنسانية أمام هذه العظمة الإلهية :

( الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) . .

فيلمس قلب سليمان - في سياق التعقيب على صنع الملكة وقومها - بهذه الإشارة الخفية !

ونجد أنفسنا أمام هدهد عجيب . صاحب إدراك وذكاء وإيمان ، وبراعة في عرض النبأ ، ويقظة إلى طبيعة موقفه ، وتلميح وإيماء أريب . . فهو يدرك أن هذه ملكة وأن هؤلاء رعية . ويدرك أنهم يسجدون للشمس من دون الله . ويدرك أن السجود لا يكون إلا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ، وأنه هو رب العرش العظيم . . وما هكذا تدرك الهداهد . إنما هو هدهد خاص أوتي هذا الإدراك الخاص ، على سبيل الخارقة التي تخالف المألوف .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ۩} (26)

وقوله : اللّهُ لا إلَهَ إلاّ هُوَ رَب العَرْشِ العَظِيمِ يقول تعالى ذكره : الله الذي لا تصلح العبادة إلا له ، لا إله إلا هو ، لا معبود سواه تصلح له العبادة ، فأخلصوا له العبادة ، وأفردوه بالطاعة ، ولا تشركوا به شيئا رَبّ العَرْشِ العَظِيمِ يعني بذلك : مالك العرش العظيم الذي كل عرش ، وإن عظم ، فدونه ، لا يُشبهه عرش ملكة سبأ ولا غيره .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : أحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ إلى قوله لا إلَه إلاّ هُوَ رَبّ العَرْشِ العَظِيمِ هذا كله كلام الهدهد .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق بنحوه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ۩} (26)

{ الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم } الذي هو أول الأجرام وأعظمها والمحيط بجملتها فبين العظيمين بون .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ۩} (26)

وخصص { العرش } بالذكر في قوله { رب العرش العظيم } لأنه أعظم المخلوقات ، وما عداه في ضمنه وقبضته .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ۩} (26)

ومجيء جملة : { الله لا إله إلا هو } عقب ذلك استئناف هو بمنزلة النتيجة للصفات التي أجريت على اسم الجلالة وهو المقصود من هذا التذييل ، أي ليس لغير الله شُبهة إلهية .

وقوله : { رب العرش العظيم } أي مالك الفلك الأعظم المحيط بالعوالم العليا وقد تقدم . وفي هذا تعريض بأن عظمة مُلك بلقيس وعِظَم عرشها ما كان حقيقاً بأن يغرها بالإعراض عن عبادة الله تعالى لأن الله هو رب الملك الأعظم ، فتعريف { العرش } للدلالة على معنى الكمال . ووصفه ب { العظيم } للدلالة على كمال العظم في تجسم النفاسة .

وفي منتهى هذه الآية موضع سجود تلاوة تحقيقاً للعمل بمقتضى قوله : { ألا يسجدوا لله } . وسواء قرىء بتشديد اللام من قوله : { ألاّ يسجدوا } أم بتخفيفها لأن مآل المعنى على القراءتين واحد وهو إنكار سجودهم لغير الله لأن الله هو الحقيق بالسجود .