ثم بعدما وصف الرب سبحانه بما تقدم ، مما يدل على عظيم قدرته ، وجليل سلطانه ، وسعة علمه ، ووجوب توحيده ، وتخصيصه بالعبادة قال :{ الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم } بالجر نعتا للعرش ، وبالرفع نعتا للرب وخص العرش بالذكر لأنه أعظم المخلوقات ، كما ثبت ذلك في المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأما عرش بلقيس بتعظيمه بالإضافة إلى عروش أبناء جنسها من الملوك ، وهذا بالنسبة إلى جميع الموجودات من السماء والأرض ، وبينهما عظيم كما تقدم ، وإلى هنا كلام الهدهد ، لكنه من قوله : الذي يخرج إلى هنا ليس داخلا تحت قوله : أحطت بما لم تحط به يعني ليس مما علمه الهدهد دون سليمان ، بل سليمان يعلمه أيضا على وجه أتم وأكمل من علم الهدهد ، وإنما ذكره الهدهد بيانا لما هو عليه معتقده ، وإظهارا لتصلبه في الدين .
فلما فرغ الهدهد من كلامه { قال } له سليمان : { سننظر } فيما أخبرتنا به من هذه القصة ، ونتعرف . والنظر والتأمل والتصفح : فيه إرشاد إلى البحث عن الأخبار ، والكشف عن الحقائق ، وعدم قبول خبر المخبرين تقليدا لهم ، واعتمادا عليهم ، إذا تمكن من ذلك بوجه من الوجوه .
{ أصدقت ؟ } فيما فقلت ، والهمزة استفهامية .
{ أم كنت من الكاذبين ؟ } أم هي المتصلة ، وهذا القول أبلغ من قوله أم كذبت فيه ، مع أنه أخصر وأشهر لأن المعنى من الذين اتصفوا بالكذب ، وصار خلقا لهم ، فهو يفيد أنه كاذب لا محالة على أتم وجه ، ومن كان كذلك لا يوثق به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.