نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ۩} (26)

ولما كان هذا الوصف موجباً لأن يعبد سبحانه وحده ، صرح بما يقتضيه في قوله ؛ { الله } أي الملك الأعظم الذي لا كفوء له ؛ ولما كان هذا إشارة إلى أنه لا سمي له ، أتبعه التصريح بأنه لا كفوء له فقال : { لا إله إلا هو } ولما كان وصف عرشها بعظم ما ، قال : { رب } أي مبدع ومدبر { العرش العظيم* } أي الكامل في العظم الذي لا عظيم يدانيه ، وهو محتو على جميع الأكوان ، وقد ثبت أن صاحبه أعظم منه ومن كل عظيم بآية الكرسي وبغيرها ، فقطع ذلك لسان التعنت عند ذكره مع مزيد اقتضاء السياق له لأنه للانفراد بالإلهية المقتضية للقهر والكبر بخلاف آية المؤمنون ، وهذه آية سجدة على كل القراءتين ، لأن مواضع السجود إما مدح لمن أتى بها ، أو ذم لمن تركها ، كقراءة التشديد ، أو أمر بالسجود كقراءة التخفيف ، والكل ناظر إلى العظمة .