قوله تعالى : { الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ } هل هو من كلام الهدهد استدراكاً منه لمَّا وصف عرش بلقيس بالعظم ، أو من كلام الله تعالى رَدّاً عليه في وصفه عرشها بالعظم . والعامة على جر «العَظِيمِ » تابعاً للجلالة ، وابن محيصن{[38781]} ، بالرفع{[38782]} وهو يحتمل وجهين : أن يكون نعتاً للربّ ، وأن يكون مقطوعاً عن تبعيَّةِ «العرش » إلى الرفع بإضمار مبتدأ{[38783]} .
دلّ قوله : { يُخْرِجُ الخبء فِي السماوات والأرض } ( على كمال القدرة ، وسمي المخبوء بالمصدر ليتناول جميع الأرزاق والأموال ، فدلَّ قوله : { وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }{[38784]} على كمال العلم ، وإذا كان قادراً على كل المقدرات عالماً بكل المعلومات ، وجب{[38785]} أن يكون إلهاً ، والشمس ليست كذلك ، فلا تكون إلهاً ، وإذا لم تكن إلهاً ، لم تستحق العبادة{[38786]} . فإن قيل : إنَّ إبراهيم وموسى عليهما السلام{[38787]} قدما دلالة الأنفس على دلالة الآفاق ، فإِنَّ{[38788]} إبراهيم قال : { رَبِّيَ الذي يُحْيِي وَيُمِيتُ } [ البقرة : 258 ] ، ثم قال{[38789]} : { فَإِنَّ الله يَأْتِي بالشمس مِنَ المشرق } [ البقرة : 258 ] ، وموسى - عليه السلام{[38790]} - قال { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائكم الأولين } [ الشعراء : 26 ] ، ثم قال : { رَبُّ المشرق والمغرب } [ الشعراء : 28 ] وههنا قدم خبأ السموات على خبء الأرض ، فجوابه ، أَن إبراهيم وموسى ناظرا من ادعى إلهية البشر ، فابتدءا بإبطال إلهية البشر ، ثم انتقلا إلى إلهية السماء ، وههنا الكلام مع{[38791]} من ادعى إلهية الشمس ، لقوله{[38792]} { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ الله } [ النمل : 24 ] فلا جرم ابتدأ بذكر السماويات ، ثم بالأرضيات{[38793]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.