السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ۩} (26)

وقوله : { الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم } أي : الذي هو أوّل الأجرام وأعظمها والمحيط بجملتها ، يحتمل أن يكون من كلام الهدهد استدراكاً لما وصف عرش بلقيس بالعظم ، وأن يكون من كلام الله تعالى ردّاً عليه في وصفه عرشها بالعظم فبين العظمتين بون عظيم ، فإن قيل : من أين للهدهد التهدي إلى معرفة الله ووجوب السجود له وإنكار سجودهم للشمس وإضافته إلى الشيطان وتزيينه ؟

أجيب : بأنه لا يبعد أن يلهمه الله تعالى ذلك كما ألهمه وغيره من الطيور وسائر الحيوان المعارف اللطيفة التي لا تكاد العقلاء الرجاح العقول يهتدون لها ، خصوصاً في زمن نبي سخرت له الطيور وعلم منطقها وجعل ذلك معجزة له ، وهذه آية سجدة واختلف في محلها ، هل هو هذه الآية أو عند قوله قبلها وما يعلنون ؟ الجمهور على الأوّل .