تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّكُمۡ لَذَآئِقُواْ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَلِيمِ} (38)

ولما كان قولهم السابق : { إِنَّا لَذَائِقُونَ } قولا صادرا منهم ، يحتمل أن يكون صدقا أو غيره ، أخبر تعالى بالقول الفصل الذي لا يحتمل غير الصدق واليقين ، وهو الخبر الصادر منه تعالى ، فقال : { إِنَّكُمْ لَذَائِقُوا الْعَذَابِ الْأَلِيمِ } أي : المؤلم الموجع .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّكُمۡ لَذَآئِقُواْ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَلِيمِ} (38)

{ إنكم لذائقوا العذاب الأليم } بالإشراك وتكذيب الرسل ، وقرئ بنصب " العذاب " على تقرير النون كقوله :

ولا ذاكر الله إلا قليلا

وهو ضعيف في غير المحلى باللام وعلى الأصل .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّكُمۡ لَذَآئِقُواْ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَلِيمِ} (38)

ثم أخبر تعالى مخاطباً لهم ويجوز أن يكون التأويل قل لهم يا محمد { إنكم لذائقو العذاب الأليم } وقرأ قوم «لذائقو العذابَ » نصباً ووجهها أنه أراد لذائقون فحذف النون تخفيفاً وهي قراءة قد لحنت{[1]} ، وقرأ أبو السمال «لذائقٌ » بالتنوين «العذابَ »بالنصب{[2]} ، و { الأليم } المؤلم .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[2]:- ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة، ثم ينزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب، هذا ما لا تقبله العقول، قاله الواحدي. وقوله تعالى: (ولقد آتيناك...) هو من الآية رقم (87) من سورة الحجر.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّكُمۡ لَذَآئِقُواْ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَلِيمِ} (38)

هذا من كلام الله يومَ القيامة الموجّه إلى المشركين عقب تساؤلهم وتحاورهم فيكون ما بين هذا وبين محاورتهم المنتهية بقولهم : { إنَّا كُنَّا غاوِينَ } [ الصافات : 32 ] اعتراضاً ، أي فلما انتهوا من تحاورهم خوطبوا بما يقطع طمعهم في قبول تنصل كِلا الفريقين من تبعات الفريق الآخَر ليزدادوا تحققاً من العذاب الذي عَلموه من قولهم : { فحق علينا قول ربنا إنَّا لذائقون } [ الصافات : 31 ] ، وهذا ما تقتضيه دلالة اسم الفاعل في قوله : { لذائِقُوا العَذَابِ } لأن اسم الفاعل حقيقة في الحال ، أي حال التلبس ، فإنه لما قيل لهم هذا كانوا مشرفين على الوقوع في العذاب وذلك زمن حَاللٍ في العرف العربي .