معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ} (4)

{ وإذا القبور بعثرت } بحثرت وقلب ترابها وبعث ما فيها من الموتى أحياءً ، يقال : بعثرت الحوض وبحثرته ، إذا قلبته فجعلت أسفله أعلاه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ} (4)

{ 1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }

أي : إذا انشقت السماء وانفطرت ، وانتثرت{[1369]}  نجومها ، وزال جمالها ، وفجرت البحار فصارت بحرا واحدا ، وبعثرت القبور بأن أخرجت{[1370]}  ما فيها من الأموات ، وحشروا للموقف بين يدي الله للجزاء على الأعمال . فحينئذ ينكشف الغطاء ، ويزول ما كان خفيا ، وتعلم كل نفس ما معها من الأرباح والخسران ، هنالك يعض الظالم على يديه إذا رأى أعماله باطلة ، وميزانه قد خف ، والمظالم قد تداعت إليه ، والسيئات قد حضرت لديه ، وأيقن بالشقاء الأبدي والعذاب السرمدي{[1371]} .

و [ هنالك ] يفوز المتقون المقدمون لصالح الأعمال بالفوز العظيم ، والنعيم المقيم والسلامة من عذاب الجحيم .


[1369]:- في ب: وتناثرت.
[1370]:- في ب: بأن أخرج.
[1371]:- في ب: إذا رأى ما قدمت يداه وأيقن بالشقاء الأبدي والعذاب السرمدي.

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ} (4)

{ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَت } قال ابن عباس : بُحِثَت . وقال السدي : تُبَعثر : تُحرّك فيخرج من فيها .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ} (4)

ومعنى : { بعثرت } : انقلبَ باطنها ظاهِرَها ، والبعثرة : الانقلاب ، يقال : بعثر المتاع إذا قلب بعضه على بعض . قال في « الكشاف » : « بعثر مركب من البعث مع راء ضُمت إليه » . وقال البيضاوي قيل : إن بعثر مركب من بعث وراء الإِثارة كبسمل اه ، ونقل مثله عن السهيلي . وأن بعثر منحوت من بعث وإثارة مثل : بسمل ، وحَوْقل ، فيكون في بعثر معنى فعلين بَعَثَ وأثَار ، أي أخرج وقلب ، فكأنه قلب لأجل إخراج ما في المقلوب .

والذي اقتصر عليه أيمة اللغة أن معنى بعثر : قلب بَعض شيء على بعضه .

وبعثرة القبور : حالة من حالات الانقلاب الأرضي والخسف خصت بالذكر من بين حالات الأرض لما فيها من الهول باستحضار حالة الأرض وقد ألقت على ظاهرها ما كان في باطن المقابر من جثث كاملة ورفات ، فإن كان البعث عن عدم كما مال إليه بعض العلماء أو عن تفريق كما رآه بعض آخر ، فإن بعث الأجساد الكاملة يجوز أن يختص بالبعث عن تفريق ويختص بعث الأجساد البالية والرمم بالكون عن عدم .