فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ} (4)

{ وإذا القبور بعثرت } أي قلب ترابها الذي أهيل على الأموات وقت الدفن ، وأخرج الموتى الذين هم فيها ، يقال بعثر يبعثر بعثرة إذا قلب التراب ، ويقال بعثر المتاع قلبه ظهرا لبطن وبعثرت الحوض وبعثرته إذا هدمته ، وجعلت أعلاه أسفله .

قال الفراء بعثرت أخرجت ما في بطنها من الذهب والفضة وذلك من أشراط الساعة أن تخرج الأرض ذهبها وفضتها ، وقال ابن عباس أي بحثت .

وكررت " إذا " لتهويل ما في حيزها من الدواهي .

قال الرازي المراد من هذه الآيات أنه إذا وقعت هذه الأشياء التي هي أشراط الساعة فهناك يحصل الحشر والنشر ، وهي ههنا أربعة اثنان منها يتعلقان بالعلويات واثنان يتعلقان بالسفليات .

والمراد بهذه الآيات بيان تخريب العالم وفناء الدنيا وانقطاع التكاليف ، والسماء كالسقف ، والأرض كالبناء ، ومن أراد تخريب دار فإنه يبدأ أولا بتخريب السقف ثم يلزم من تخريب السماء انتثار الكواكب ، ثم بعد تخريب السماء والكواكب يخرب كل ما على وجه الأرض من البحار ، ثم بعد ذلك تخرب الأرض التي فيها الأموات ، وأشار لذلك بقوله { وإذا القبور بعثرت } .