معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَأَسۡرِ بِعِبَادِي لَيۡلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} (23)

فأجابه الله وأمره أن يسري ، فقال : { فأسر بعبادي ليلاً } أي : ببني إسرائيل ، { إنكم متبعون } يتبعكم فرعون وقومه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَأَسۡرِ بِعِبَادِي لَيۡلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} (23)

فأمره الله أن يسري بعباده ليلا وأخبره أن فرعون وقومه سيتبعونه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَأَسۡرِ بِعِبَادِي لَيۡلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} (23)

فعند ذلك أمره الله تعالى أن يخرج ببني إسرائيل من بين أظهرهم من غير أمر فرعون ومشاورته واستئذانه ؛ ولهذا قال : { فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ } كما قال : { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى } [ طه : 77 ] .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَأَسۡرِ بِعِبَادِي لَيۡلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} (23)

وقرأ جمهور الناس : «فاسر » موصولة الألف . وقرأ : «فأسر » بقطع الألف : الحسن وعيسى ، ورويت عن أبي عمرو{[10227]} . وأعلمه تعالى بأنهم { متبعون } ، أي يتبعهم فرعون وجنوده .


[10227]:وهي قراءة عاصم برواية حفص عنه كما هو ثابت في المصحف الشريف.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَأَسۡرِ بِعِبَادِي لَيۡلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} (23)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

أوحى الله تعالى إليه: {فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون}، يقول: يتبعكم فرعون وقومه...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"فَأَسْر بِعِبادِي" وَفي الكلام محذوف استغني بدلالة ما ذُكر عليه منه، وهو: فأجابه رَبه بأن قال له: فأسر إذ كان الأمر كذلك بعبادي، وهم بنو إسرائيل، وَإنما معنى الكلام: فأسر بعبادي الذين صَدّقوك وآمنو بك، واتبعوك دون الذين كذّبوك منهم، وأبَوْا قبول ما جئتهم به من النصيحة منك، وكان الذين كانوا بهذه الصّفة يومئذٍ بني إسرائيل. وقال: "فَأَسْر بعِبادي لَيْلاً "لأن معنى ذلك: سر بهم بليل قبل الصباح.

وقوله: "إنّكُمْ مُتّبَعُونَ" يقول: إن فرعون وقومه من القبط متبعوكم إذا شخصتم عن بلدهم وأرضهم في آثاركم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

كان في إخراج موسى عليه السلام وبني إسرائيل من بين أظهُر أعدائهم ليلا من غير أن شعر وعلم أحد من أعدائهم بذلك، وهم العدو الذين ذُكروا في القصة... آية عظيمة عجيبة لموسى عليه السلام على رسالته...

{إنكم متّبعون} هذا يخرّج على وجهين:

أحدهما: أي قوم فرعون يتبعونهم ليردّوهم إلى الأمر الذي كانوا يستعملونهم من قبل من نحو الاستخدام والاستعداد.

والثاني: أي يتبعونهم للقتال والحرب؛ لأنه ذُكر في القصة أنهم أخذوا أموالهم من الحُليّ واللباس، فخرجوا بها؛ فجائز أن يكون اتّباعهم إياهم ليقاتلوهم كما يقاتَل الأعداء.

جهود الإمام الغزالي في التفسير 505 هـ :

{فاسر بعبادي ليلا} والتحصن بالليل اختفاء عن أعين الأعداء ونوع تسبب.

(الإحياء: 4/296)..

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان ممن يستجيب دعاءه ويكرم نداءه، سبب عن ذلك قوله: {فأسر} أي فقلنا له: سر عامة الليل -هذا على قراءة المدنيين وابن كثير بوصل الهمزة وعلى قراءة غيرهم بالقطع المعنى: أوقع السرى وهو السير عامة الليل.

{بعبادي} الذين هم أهل لإضافتهم إلى جنابي، قومك الذين أرسلناك لإسعادهم باستنقاذهم ممن يظلمهم وتفريغهم لعبادتي لا لعبادة غيري.

ولما كان سبحانه قد تقدم إلى بني إسرائيل في أن يكونوا متهيئين في الليلة التي أمر بالسرى فيها بحيث لا يكون لأحد منهم عاقة أصلاً كما تقدم بيانه في الأعراف عن التوراة، بين تأكيده لذلك بقوله: {ليلاً} فصار تأكيداً بغير اللفظ...

ولما علم الله تعالى أنهم إن تأخروا إلى أن يطلع الفجر ويرتفع عنهم الموت، منعوهم الخروج، وإن تأخروا إلى آخر الليل أدركوهم قبل الوصول إلى البحر فيقتلوهم، علل هذا الأمر بقوله مؤكداً له؛ لأن حال القبط عندما أمروهم بالخروج كان حال من لا يصدق له ترجع في قوله: {إنكم متبعون} أي مطلوبون بغاية الشهوة والجهد من عدوكم، فلا يغرنكم ما هم فيه عند أمركم بالخروج من الجزع من إقامتكم بين أظهرهم، وسؤالهم لكم في الخروج عنهم بسب وقوع الموت الفاشي فيهم، فإن القلوب بيد الله، فهو يقسي قلب فرعون بعد رؤية هذه الآيات حين يرتفع عنهم الموت ويفرغون من دفن موتاهم فيطلبكم لما دبرته في القدم من سياستكم بإغراقهم أجمعين ليظهر مجدي بذلك وأدفع عنكم روع مدافعتهم؛ فإني أعلم أنه لا قوة لكم ولا طاقة بهم، فلم أكلفكم لمباشرة شيء من أمرهم.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

تفريع على جملة {أن هؤلاء قوم مجرمون} [الدخان: 22]، والمفرَّع قول محذوف دلت عليه صيغة الكلام، أي فدعا فقلنا: اسْرِ بعبادي.

تقييده بزمان الليل هنا نظير تقييده في سورة الإسراء، والمقصود منه تأكيد معنى الإسراء بأنه حقيقة وليس مستعملاً مجازاً في التبكير بناءً على أن المتعارف في الرحيل أن يكون فجْراً.

وفائدة التأكيد أن يكون له من سعة الوقت ما يَبلغون به إلى شاطىء البحر الأحمر قبل أن يدركهم فرعون بجنوده.

وجملة {إنكم متبعون} تقيد تعليلاً للأمر بالإسراء ليلاً؛ لأنه مما يستغرب، أي أنكم متَّبعون فأردنا أن تقطعوا مسافة يتعذّر على فرعون لحاقكم. وتأكيد الخبر ب (إنَّ) لتنزيل غير السائل منزلة السائل إذَا قُدّم إليْه ما يلوِّح له بالخبر فيستشرفُ له استشرافَ المتردد السائل، على حد قوله تعالى: {ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} [هود: 37].

وأسند الإتباع إلى غير مذكور لأنه من المعلوم أن الذي سيتبعهم هو فرعون وجنوده.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

استجاب الله سبحانه دعاءه، وكمقدمة لنزول العذاب على الفراعنة، ونجاة بني إسرائيل منهم، أمر موسى (عليه السلام) أنّ (فأسر بعبادي ليلاً إنّكم متبعون) لكن لا تقلق من ذلك، فيجب أن يتبعكم هؤلاء ليلاقوا المصير الذي ينتظرهم.