اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَسۡرِ بِعِبَادِي لَيۡلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} (23)

قوله : «فَأَسْرِ بِعبَادِي » قد تقدم قراءتا الوَصْلِ والقَطْع{[50323]} . وقال الزمخشري فيه وجهان : إضمار القول بعد الفاء . أي فقال : أَسْرِ بِعبَادِي ، أو جواب شرط مقدر كأنه قال : إن الأمر كما تقول فَأَسْرِ بِعِبَادِي{[50324]} . قال أبو حيان : وكثيراً ما يدعي حذف الشرط ، ولا يجوز إلا الدليل واضح كأن يتقدمه الأمر وما أشْبَهَهُ{[50325]} .

فصل

يقال : سَرَى ، وأَسْرَى لغتان{[50326]} ، لما قال موسى : إنَّ هؤلاء قَوْمٌ مُجْرِمُونَ أجاب الله تعالى دعاءه وأمره أن يسري فقال : «فَأسْرِ بِعِبَادِي » أي بني إسرائيل { لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } أي يتبعكم فرعون وقومه وذلك بسبب هلاكهم .


[50323]:قراءة الوصل تنسب لنافع وابن كثير وأبي جعفر والقطع قراءة الباقين وعلى القراءتين يختلف ماضيا الفعلين ثلاثيا ورباعيا أيضا فالماضي سرى وأسرى.
[50324]:الكشاف 3/503.
[50325]:البحر المحيط 8/35 قال: في الكلام حذف أي فانتقم منهم فقال الله تعالى: {أسر بعبادي}.
[50326]:بالهمزة لغة أهل الحجاز وجاء القرآن بهما جميعا والاسم من "سرى" السرية والسرى، قال القرآن: {والليل إذا يسر} فجاء القرآن باللغتين حيث قال: {سبحان الذي أسرى} وانظر تفصيل هذا في لسان العرب (سرى) 2003.