تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّيُّونَ} (19)

{ 18 - 27 } { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ * إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ }

لما ذكر أن كتاب الفجار في أسفل الأمكنة وأضيقها ، ذكر أن كتاب الأبرار في أعلاها وأوسعها ، وأفسحها وأن كتابهم المرقوم { يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ } من الملائكة الكرام ، وأرواح الأنبياء ، والصديقين والشهداء ، وينوه الله بذكرهم في الملأ الأعلى ، و { عليون } اسم لأعلى الجنة ،

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّيُّونَ} (19)

ثم يعقب عليه بسؤال التجهيل والتهويل المعهود : ( وما أدراك ما عليون ? ) . . فهو أمر فوق العلم والإدراك !

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّيُّونَ} (19)

و { عليون } قيل هو جمع على وزن فعل بناء مبالغة يريد بذلك الملائكة ، فلذلك أعرب بالواو والنون ، وقيل يريد المواضع العلية لأنه علو فوق علو ، فلما كان هذا الاسم على هذا الوزن لا واحد له أشبه عشرين فأعرب بإعراب الجموع إذا أشبهها ، وهذا أيضاً كقنسرين فإنك تقول طابت قنسرين ودخلت قنسرين{[11686]} ، واختلف الناس في الموضع المعروف ، ب { عليين } ما هو ؟ فقال قتادة : قائمة العرش اليمنى ، وقال ابن عباس : السماء السابعة تحت العرش ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقال الضحاك : هو عند سدرة المنتهى ، وقال ابن عباس : { عليون } : الجنة ، وقال مكي : هو في السماء الرابعة ، وقال الفراء عن بعض العلماء : في السماء الدنيا ، والمعنى أن كتابهم الذي فيه أعمالهم هنالك تهمماً بها وترفيعاً لها ، وأعمال الفجار في سجين في أسفل سافلين ، لأنه روي عن أبيّ بن كعب وابن عباس : أن أعمالهم يصعد بها إلى السماء فتأباها ، ثم ترد إلى الأرض فتأباها أرض بعد أرض حتى تستقر في سجن تحت الأرض السابعة


[11686]:بكسر القاف وفتح النون المشددة ثم سين بدون نقط، وقد تكسر النون مع التشديد، وهي مدينة بالشام تم فتحها على يد أبي عبيدة بن الجراح سنة 17 للهجرة، وكانت شيئا واحدا مع حمص. (راجع معجم البلدان للحموي (5/402 وما بعدها).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّيُّونَ} (19)

وعليون : جمع عِلِّيِّ ، وَعِلِّيٌّ على وزن فعِّيل من العلو ، وهو زنة مبالغة في الوصف جاء على صورة جمع المذكر السالم وهو من الأسماء التي ألحقت بجمع المذكر السالم على غير قياس .

وعن الفراء أن { عليين } لا وَاحد له . يريد : أن عليين ليس جمع ( علِيٌ ) ولكنّه عَلَم على مكان الأبرار في الجنّة إذ لم يسمع عن العرب ( عِلّيّ ) وإنّما قالوا : عِلِّيَّة للغرفة ، وعليون عَلَم بالغلبة لمحلة الأبرار .

واشتق هذا الاسم من العلوّ ، وهو علوّ اعتباري ، أي رفعة في مراتب الشرف والفضل ، وصيغ على صيغة جمع المذكر لأن أصل تلك الصيغة أن تجمع بها أسماء العقلاء وصفاتهم ، فاستُكمل له صيغة جمع العقلاء الذكور إتماماً لشرف المعنى باستعارة العلو وشرف النوع بإعطائه صيغة التذكير .

والقول في { وما أدراك ما عليون } كالقول في { وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم } [ المطففين : 8 ، 9 ] المتقدم .