و «علِّيُّون » : جمع «عِلِّيِّ » ، أو هو اسم مكان في أعْلَى الجنة ، وجرى مجرى جمع العقلاء ، فرفع الواو ، ونصب وجر بالياء ، مع فوات شرط العقل .
وقال أبو البقاء{[59601]} : واحدها «عليّ » وهو الملك .
وقيل : هو صيغة للجمع مثل عشرين ، ثم ذكر نحواً مما ذكره في «سِجِّين » من الحذف المتقدم .
وقال الزمخشري{[59602]} : «عِلِّيُّون » علم لديوان الخير الذي دوِّن فيه كلُّ ما عملته الملائكة وصلحاء الثقلين منقول من جمع «عليّ » «فعيل » من العلو ك «سجين » من السجن ، سمي بذلك ؛ إمَّا لأنَّه سبب الارتفاع إلى أعلى الدرجات في الجنة ، وإما لأنَّه مرفوع في السماء السابعة .
وتلك الأقوال الماضية في «سجِّين » كلُّها عائدة هنا .
وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : أنَّها السماء السابعة{[59603]} .
وقال مقاتلٌ وقتادةُ : هي سدرةُ المنتهى{[59604]} .
وقال الفراء : يعني : ارتفاعها بعد ارتفاع لا غاية له .
وقال الزجاجُ : أعْلَى الأمْكِنَةِ .
وقال آخرون : هي مراتب عالية محفوفة بالجلالة .
وقال آخرون : عند كتاب أعمال الملائكة ، لقوله تعالى : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } وذلك تنبيه على أنَّه معلوم ، وأنه سيعرفه ، ثم قال تعالى : { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ المقربون } فبين أن كتابهم في هذا الكتاب بالمرقوم الذي يشهده المقربون من الملائكة ، فكأنَّه - تعالى - كما وكلَّهم باللوح المحفوظ ، فكذلك وكلَّهُم بحفظ كُتبِ الأبرار في جملة ذلك الكتاب الذي هو أم الكتاب على وجه الإعظام له ، ولا يمنع أن الحفظة إذا صعدت تكتب الأبرار بأنهم يسلمونها إلى هؤلاء المقربين ، فيحفظونها كما يحفظون كتب أنفسهم ، أو ينقلون ما في تلك الصحائف إلى ذلك الكتاب الذي وُكِّلوا بحفظه ، ويصير علمهم شهادة لهؤلاء الأبرار ، فلذلك يحاسبون حساباً يسيراً .
وقيل : المعنى : ارتفاع بعد ارتفاع .
وقال أبو مسلم : هذا كناية عن العلو والرفعة ، والأول كناية عن الذُّلِّ والإهانةِ .
وقال ابن عباسٍ رضي الله عنهما : «عِلِّيُّون » : لوحٌ من زبرجدة خضراء معلَّق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه{[59605]} .
قال كعب وقتادة : هي قائمة العرش اليمنى{[59606]} .
وقال ابن عباس : هو الجنة{[59607]} .
وقال الضحاكُ : سدرةُ المنتهى{[59608]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.