معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابٗا شَدِيدٗا وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (27)

قوله تعالى : { فلنذيقن الذين كفروا عذاباً شديداً ولنجزينهم أسوأ الذي } ، يعني بأسوأ الذي ، أي : بأقبح الذي ، { كانوا يعملون } في الدنيا وهو الشرك بالله .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابٗا شَدِيدٗا وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (27)

ولما كان هذا ظلمًا منهم وعنادًا ، لم يبق فيهم مطمع للهداية ، فلم يبق إلا عذابهم ونكالهم ، ولهذا قال : { فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ } وهو الكفر والمعاصي ، فإنها أسوأ ما كانوا يعملون ، لكونهم يعملون المعاصي وغيرها ، فالجزاء بالعقوبة ، إنما هو على عمل الشرك{[774]} { وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }


[774]:- في (ب) (الشرك).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابٗا شَدِيدٗا وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (27)

قال الله جلّ ثناؤه : فَلَنُذِيقنّ الّذِينَ كَفَرُوا بالله من مشركي قريش الذين قالوا هذا القول عذابا شديدا في الاَخرة وَلَنَجْزِيَنّهُمْ أَسْوَأَ الّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ يقول : ولنثيبنهم على فعلهم ذلك وغيره من أفعالهم بأقبح جزاء أعمالهم التي عملوها في الدنيا .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابٗا شَدِيدٗا وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (27)

{ فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا } المراد بهم هؤلاء القائلون ، أو عامة الكفار . { ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون } سيئات أعمالهم وقد سبق مثله .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابٗا شَدِيدٗا وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (27)

دلت الفاء على أن ما بعدها مفرع عما قبلها : فإمّا أن يكون تفريعاً على آخِر ما تقدم وهو قوله : { وقَالَ الذينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لهذا القُرآن } [ فصلت : 26 ] الآية ، وإمّا أن يكون مفرعاً على جميع ما تقدم ابتداء من قوله : { وقالوا قلوبنا في أكِنَّة مما تَدْعُونا إليه } [ فصلت : 5 ] الآية وقوله : { فَإِنْ أَعْرضُوا } [ فصلت : 13 ] الآية وقوله : { ويَوْمَ نَحْشر أعداء الله إلى النَّار } [ فصلت : 19 ] الآية وقوله : { وَقَيَّضْنَا لهم قُرَنَاءَ } [ فصلت : 25 ] الآية وقوله : { وقال الذين كفروا لا تسمعوا } [ فصلت : 26 ] الخ . وعلى كلا الوجهين يتعين أن يكون المراد ب { الَّذِينَ كَفَرُوا } هنا : المشركين الذين الكلام عنهم .

ف { الَّذِينَ كَفَرُوا } إظهار في مقام الإِضمار لقصد ما في الموصول من الإِيماء إلى علة إذاقة العذاب ، أي لكفرهم المحكي بعضه فيما تقدم . وإذاقة العذاب : تعذيبُهم ، استعير له الإِذاقة على طريق المكنية والتخييلة . والعذاب الشديد عن ابن عباس : أنه عذاب يوم بدر فهو عذاب الدنيا .

وعطف { ولنَجْزِيَنَّهُم أسوَأَ الذي كانُوا يعمَلُونَ } عن ابن عباس : لنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون في الآخرة . و { أسوَأَ الذي كانُوا يعمَلُونَ } منصوب على نزع الخافض . والتقدير : على أسوأ ما كانوا يعملون ، ولك أن تجعله منصوباً على النيابة عن المفعول المطلق تقديره : جزاء مماثلاً أسوأَ الذي كانوا يعملون .

وأسوأ : اسم تفضيل مسلوب المفاضلة ، وإنما أريد به السّيىء ، فصيغ بصيغة التفضيل للمبالغة في سوئه . وإضافتُه إلى { الذي كانُوا يعمَلُونَ } من إضافة البعض إلى الكل وليس من إضافة اسم التفضيل إلى المفضل عليه .