وقوله تعالى : { فَلَنُذِيقَنَّ الذين كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً } الآية ، قوله : { فَلَنُذِيقَنَّ } : الفاء دخلَتْ على لام القسم ، وهي آيةُ وعيدٍ لقريشٍ ، والعذابُ الشديدُ : هو عذابُ الدنيا في بَدْرٍ وغيرها ، والجزاء بأسوأ أعمالهم هو عذابُ الآخرة .
( ت ) : حَدَّثَ أبو عُمَرَ في كتاب «التمهيد » قال : ( حدَّثنا أحمد بن قَاسِمٍ ، قال : حدَّثنا محمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قال : حدَّثنا إبراهيمُ بْنُ موسَى بْنِ جَمِيلٍ ، قال : حدَّثنا عبد اللَّه بن محمَّد بن أبي الدنيا ، قال : حدثنا العَتَكِيُّ . قال : حدثنا خالد أبو يزيد الرَّقِّيُّ عن يحيى المَدَنِيِّ ، عن سالِم بْنِ عبد اللَّه عن أبيه قال : خرجْتُ مرةً ، فمررْتُ بِقَبْرٍ مِنْ قُبُورِ الجاهِلِيَّةِ ، فإذا رجلٌ قد خرج من القَبْرِ ، يَتَأَجَّجُ ناراً ، في عُنُقِهِ سلسلةٌ ، ومعي أدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ ، فَلَمَّا رآني قال : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، اسقني ، قال : فَقُلْتُ : عَرِّفْنِي ، فَدَعَانِي باسمي ، أو كلمة تقولها العَرَبُ : يِا عَبْدِ اللَّهِ ، إذْ خَرَجَ على أَثَرِهِ رَجُلٌ من القَبْرِ ، فقال : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لاَ تَسْقِهِ ، فَإنَّهُ كَافِرٌ ، ثُمَّ أَخَذَ السِّلْسِلَةَ فاجتذبه ، فَأَدْخَلَهُ القَبْرَ ، قال : ثم أَضَافَنِي اللَّيْلَ إلى بَيْتِ عَجُوزٍ ، إلى جَانِبِهَا قَبْرٌ ، فسمعْتُ مِنَ القَبْرِ صَوْتاً يَقُولُ : بَوْلٌ وَمَا بَوْلٌ ، شَنٌّ وَمَا شَنٌّ ، فقلتُ للعَجُوزِ : ما هذا ؟ قالَتْ : كَانَ زَوْجاً لِي ، وكان إذَا بَالَ لَمْ يَتَّقِ البَوْلَ ، وكُنْتُ أَقُولُ لَهُ : وَيْحَك ! إنَّ الجَمَلَ إذَا بَالَ تَفَاجّ ، وكان يأبى ، فهو يُنَادِي من يَوْم مَاتَ : بَوْلٌ وَمَا بَوْلٌ ، قلتُ : فما الشَّنُّ ؟ قالت : جاء رجلٌ عطشانُ فقال : اسقنيا فقال : دُونَكَ الشَّنَّ ، فإذا لَيْسَ فيه شَيْءٌ ؛ فخَرَّ الرَّجُلُ مَيِّتاً ، فهُو ينادي مُنْذُ ماتَ : شَنٌّ وَمَا شنٌّ ، فلما قَدِمْتُ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أخبرتُهُ ، فنهى : أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ ) . قال أبو عمر : هذا الحديث في إسناده مجهولُونَ ، ولم نُورِدْهُ لِلاحتجاجِ به ؛ ولكنْ لِلاعتبار ، وما لم يكنْ حكم ، فقد تسامح الناسُ في روايته عن الضعفاء ، انتهى من ترجمة عبد الرحمن بن حَرْمَلَةَ ، وكلامه على قول النبي صلى الله عليه وسلم : " الشَّيْطَانُ يَهُمُّ بِالْوَاحِدِ وَالاِثْنَيْنِ ، فَإذَا كَانُوا ثَلاَثَةً لَمْ يَهُمَّ بِهِمْ " وقد ذكرنا الحكاية الأولى عن الوَائِليِّ في سورة { اقرأ باسم رَبِّكَ } بغير هذا السند ، وأَنَّ الرجُلَ الأَوَّلَ هو أبو جَهْلٍ ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.