الآية 27 وقوله تعالى : { فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي لنُذيقنّ الذين كفروا ، وداموا على الكفر حتى ماتوا على ذلك . فأما من كفر في وقت ، ثم ترك ذلك ، وأسلم فليس له ذلك .
ثم من الناس من يقول : إن قوله { فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا } أراد به في الدنيا وقوله { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي لهم محاسن في الدنيا . لكن تلك المحاسن تبطُل ، ولا يُجزَون بها شيئا ، وإنما يُجزَون على المساوئ التي عملوها في الدنيا ، لأن المحاسن إنما تثبت ، وتبقى ، ويُستوجب بها الجزاء إذا أتوا بالإيمان والتوحيد ، فإذا لم يأتوا به لم ينتفعوا بتلك المحاسن ، ولم يُجزَوا بها .
وقد ذكر للمؤمنين مقابل ذلك أنه{[18488]} يكفّر عنهم سيئاتهم ، ويجزيهم{[18489]} بأحسن ما كانوا يعملون ، وهو قوله { أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ } [ الأحقاف : 16 ] وقوله { لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ الزمر : 35 ] .
وعد المؤمنين تكفير المساوئ التي عملوا في الدنيا والجزاء لهم بالمحاسن التي عملوها ، وأوعد{[18490]} الكافرين إسقاط محاسنهم والجزاء على مساوئهم لما لم يأتوا بالإيمان ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.