معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَإِن كَانَ لَكُمۡ كَيۡدٞ فَكِيدُونِ} (39)

{ فإن كان لكم كيد فكيدون } قال مقاتل : إن كانت لكم حيلة فاحتالوا لأنفسكم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَإِن كَانَ لَكُمۡ كَيۡدٞ فَكِيدُونِ} (39)

{ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ } تقدرون على الخروج من ملكي وتنجون به من عذابي ، { فَكِيدُونِ } أي : ليس لكم قدرة ولا سلطان ، كما قال تعالى : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }

ففي ذلك اليوم ، تبطل حيل الظالمين ، ويضمحل مكرهم وكيدهم ، ويستسلمون لعذاب الله ، ويبين لهم كذبهم في تكذيبهم

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَإِن كَانَ لَكُمۡ كَيۡدٞ فَكِيدُونِ} (39)

{ فَإِن كَانَ لَكمُ } - أيها الكافرون - { كَيْدٌ } أى : مخرج وحيلة ومنفذ من العذاب الذى حل بكم { فَكِيدُونِ } أى : فافعلوه وقوموا به فأنتم الآن فى أشد حالات الاحتياج إلى من يخفف العذاب عنكم .

أو المعنى : { فَإِن كَانَ لَكمُ } - أيها الكافرون - { كَيْدٌ } أى : قدرة على كيد دينى ورسلى والمؤمنين ، كما كنتم تفعلون فى الدنيا { فَكِيدُونِ } أى : فاظهروه اليوم . والأمر للتعجيز ، لأنه من المعروف أنهم فى يوم القيامة لا قدرة لهم ولا حيلة .

وهكذا نجد أن هذه الآيات الكريمة ، قد ساقت ألوانا من الأدلة على وحدانية الله - تعالى - ، وعلى أن يوم البعث حق ، وعلى العاقبة السيئة التى سيكون عليها الكافرون يوم القيامة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَإِن كَانَ لَكُمۡ كَيۡدٞ فَكِيدُونِ} (39)

فإن كان لكم تدبير فدبروه ، وإن كان لكم قدرة على شيء فافعلوه ! ولا تدبير ولا قدرة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَإِن كَانَ لَكُمۡ كَيۡدٞ فَكِيدُونِ} (39)

وقوله : { فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } تهديد شديد ووعيد أكيد ، أي : إن قدرتم على أن تتخلصوا من قبضتي ، وتَنجُوا من حكمي فافعلوا ، فإنكم لا تقدرون على ذلك ، كما قال تعالى { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ } [ الرحمن : 33 ] ، وقال تعالى : { وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا } [ هود : 57 ] وفي الحديث : " يا عبادي ، إنكم لن تَبلُغوا نَفْعِي فتنفعوني ، ولن تبلغوا ضري فتضروني " .

وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن المنذر الطريقي الأودي ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا حُصيَن بن عبد الرحمن ، عن{[29634]} حسان بن أبي المخارق ، عن أبي عبد الله الجَدَلي قال : أتيت بيت المقدس ، فإذا عُبادة بن الصامت ، وعبد الله بن عمرو ، وكعب الأحبار يتحدثون في بيت المقدس ، فقال عبادة : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين بصعيد واحد ، ينفذهم البصر ويُسمعهم الداعي ، ويقول الله : { هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأوَّلِينَ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } اليوم لا ينجو مني جبار عنيد ، ولا شيطان مريد . فقال عبد الله بن عمرو{[29635]} : فإنا نحدث يومئذ أنه يخرج عُنُق من النار فتنطلق حتى إذا كانت بين ظهراني الناس نادت : أيها الناس ، إني بُعثتُ إلى ثَلاثَة أنا أعرف بهم من الأب بولده ومن الأخ بأخيه ، لا يُغَيّبهم عني وَزَر ، ولا تُخفِيهم عني خافية : الذي جعل مع الله إلها آخر ، وكلّ جبار عنيد ، وكلّ شيطان مريد . فتنطوي عليهم فتقذف بهم في النار قبل الحساب بأربعين سنة{[29636]} .


[29634]:- (3) في م: "ابن".
[29635]:- (4) في م: "عمر".
[29636]:- (5) ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (13/170) عن محمد بن فضيل به نحوه.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَإِن كَانَ لَكُمۡ كَيۡدٞ فَكِيدُونِ} (39)

ثم وقف تعالى عبيده الكفار المستوجبين عقابه بقوله : { فإن كان لكم كيد فكيدون } أي إن كان لكم حيلة أو مكيدة تنجيكم فافعلوها .