تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَإِن كَانَ لَكُمۡ كَيۡدٞ فَكِيدُونِ} (39)

الآيتان 39و40 : وقوله تعالى : { فإن كان لكم كيد فكيدون } { ويل يومئذ للمكذبين } جائز أن يكون يقال لهم هذا في الآخرة : أن كيدوا حتى تنجوا بأنفسكم مما نزل بكم ، أي إن كانت لكم حيل{[22974]} تحتالون بها ، فافعلوا ، وهو حرف التقريع والتوبيخ[ يدل ]{[22975]} على نفي نفاذ المكر والحيلة ، ليس ما عليه أمر الدنيا أنهم يحتالون ، ويمكرون بأنواع الخداع والتمويهات .

ويحتمل أن قيل لكم هذا في الدنيا[ حين ]{[22976]} أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعارضهم بهذا ، فيقول لهم : { فإن كان لكم كيد فكيدون } بقتلي{[22977]} أو إخراجي من بين أظهركم كما قال هود عليه السلام : { من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون }[ هود : 55 ] .

فعجزهم عن ذلك يظهر لهم[ صدق ]{[22978]} رسالته وحجة نبوّته ؛ إذ حرف الإغراء من غير أعوان كانوا له ولا جنود مجندة ، بل كان وحيدا فريدا بين ظهراني قوم مشركين ، ليست همتهم إلا إطفاء هذا النور .


[22974]:في الأصل و م: حيل.
[22975]:ساقطة من الأصل و م.
[22976]:ساقطة من الأصل و م.
[22977]:الباء ساقطة من الأصل و م.
[22978]:ساقطة من الأصل و م.