الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَإِن كَانَ لَكُمۡ كَيۡدٞ فَكِيدُونِ} (39)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

الله منجز لكم ما وعدكم في الدنيا من العقاب على تكذيبكم إياه بأنكم مبعوثون لهذا اليوم، إن كانت لكم حيلة تحتالونها في التخلص من عقابه اليوم فاحتالوا.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

جائز أن يكون يقال لهم هذا في الآخرة: أن كيدوا حتى تنجوا بأنفسكم مما نزل بكم أي إن كانت لكم حيل تحتالون بها، فافعلوا، وهو حرف التقريع والتوبيخ يدل على نفي نفاذ المكر والحيلة، ليس ما عليه أمر الدنيا أنهم يحتالون، ويمكرون بأنواع الخداع والتمويهات.

ويحتمل أن قيل لكم هذا في الدنيا حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعارضهم بهذا، فيقول لهم: {فإن كان لكم كيد فكيدون} بقتلي أو إخراجي من بين أظهركم كما قال هود عليه السلام: {من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون} [هود: 55].

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

توبيخ من الله تعالى وتقريع للكفار واظهار عجزهم عن الدفع عن أنفسهم فضلا عن أن يكيدوا غيرهم، وإنما هو على أنكم كنتم في دار الدنيا تعملون ما يغضبني، فالآن عجزتم عن ذلك وحصلتم على وبال ما عملتم.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

تقريع لهم على كيدهم لدين الله وذويه، وتسجيل عليهم بالعجز والاستكانة.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

يشير به إلى أنهم كانوا يدفعون الحقوق عن أنفسهم بضروب الحيل والكيد فكأنه قال: فهاهنا إن أمكنكم أن تفعلوا مثل تلك الأفعال المنكرة من الكيد والمكر والخداع والتلبيس فافعلوا، وهذا كقوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله} ثم إنهم يعلمون أن الحيل منقطعة والتلبيسات غير ممكنة، فخطاب الله تعالى لهم في هذه الحالة بقوله: {فإن كان لكم كيد فكيدون}، نهاية في التخجيل والتقريع، وهذا من جنس العذاب الروحاني، فلهذا قال عقيبه: {ويل يومئذ للمكذبين}.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

أشار إلى انقطاع الأسباب فقال مسبباً عن ذلك: {فإن كان لكم} أي أيها المكذبون على وجه هو ثابت من ذواتكم.

{كيد} أي مقاواة بنوع حيلة أو شدة.

{فكيدون} تقريع لهم على كيدهم لأوليائنا المؤمنين في الدنيا -بما مكنهم به من الأسباب وتنبيه على أنه من آذى وليه فقد آذنه بالحرب على أنهم عاجزون.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

فرع على ذلك {فإن كان لكم كيد فكيدون}، أي فإن كان لكم كيد اليوم كما كان لكم في الدنيا، أي كيد بديني ورسولي فافعلوه، والأمر للتعجيز، والشرط للتوبيخ والتذكير بسوء صنيعهم في الدنيا، والتسجيل عليهم بالعجز عن الكيد يومئذٍ حيث مُكِّنوا من البحث عما عسى أن يكون لهم من الكيد فإذا لم يستطيعوه بعد ذلك فقد سُجل عليهم العجز.