وقوله تعالى : { يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } وهو : رفيع الحرير ، كالقمصان ونحوها{[26282]} { وَإِسْتَبْرَقٍ } وهو ما فيه بريق ولمعان وذلك كالرياش ، وما يلبس على أعالي القماش ، { مُتَقَابِلِينَ } أي : على السرر لا يجلس أحد منهم وظهره إلى غيره .
ووُصف نعيم أجسادهم بذكر لباسهم وهو لباس الترف والنعيم وفيه كناية عن توفر أسباب نعيم الأجساد لأنه لا يَلبس هذا اللّباسَ إلا من استكمل ما قبله من ملائمات الجسد باطنهِ وظاهره .
والسندس : الديباج الرقيق النفيس ، والأكثر على أنه معرب من الفارسية وقيل عربي . أصله : سِنْدِي ، منسوب إلى السنِد على غير قياس . والسندس يلبس مما يلي الجسد .
والإستبرق : الديباج القوي يلبس فوق الثياب وهو معرب استبره فارسية ، وهو الغليظ مطلقاً ثم خص بغليظ الديباج ، ثم عُرب .
وتقدما في قوله { يلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق } في سورة الكهف ( 31 ) فارجع إليه . ومن } لبيان الجنس ، والمبيَّن محذوف دل عليه { يلبسون } . والتقدير : ثياباً من سندس وإستبرق .
ثم وُصف نَعيم نفوسهم بعضِهم مع بعض في مجالسهم ومحادثاتهم بقوله : { متقابلين } لأن الحديث مع الأصحاب والأحبّة نعيم للنفّس فأغنَى قوله : { متقابلين } عن ذكر اجتماعهم وتحابهم وحديث بعضهم مع بعض وأن ذلك شأنهم أجمعين بأن ذكر ما يستلزم ذلك وهو صيغة متقابلين ومادتُه على وجه الإيجاز البديع .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{يلبسون من سندس وإستبرق} يعني الديباج.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ": يلبس هؤلاء المتقون في هذه الجنات "من سندس"، وهو ما رقّ من الديباج، "وإستبرق": وهو ما غلظ من الديباج...
"مُتَقابِلِينَ "يعني أنهم في الجنة يقابل بعضهم بعضا بالوجوه، ولا ينظر بعضهم في قفا بعض.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
... إنما ذكرهما جميعا لما يكون من رغبة الناس إليهما جميعا في الدنيا، فرغّبهم في الآخرة، ووعد لهم أن يكون لهم ذلك، والله أعلم.
والقسم الثاني من تنعماتهم الملبوسات فقال: {يلبسون من سندس وإستبرق} قيل السندس ما رق من الديباج، والإستبرق ما غلظ منه...
والقسم الثالث: فهو جلوسهم على صفة التقابل والغرض منه استئناس البعض بالبعض، فإن قالوا الجلوس على هذا الوجه موحش لأنه يكون كل واحد منهم مطلعا على ما يفعله الآخر، وأيضا فالذي يقل ثوابه إذا اطلع على حال من يكثر ثوابه يتنغص عيشه، قلنا أحوال الآخرة بخلاف أحوال الدنيا.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما كان قد أشار إلى وصف ما للباطن من لذة النظر ولباس الأكل والشرب، أتبعه كسوة الظاهر وما لكل من القرب فقال: {يلبسون}. ولما وصف ما أعد لهم من اللبس في الجنة، دل على الكثرة جداً بقوله: {من سندس} وهو ما رق من الحرير يعمل وجوهاً، وزاد صنفاً آخر فقال: {وإستبرق} وهو ما غلظ منه يعمل بطائن، وسمي بذلك لشدة بريقه.
ولما كان وصف الأثماء بما لهم من القبض الشاغل لكل منهم عن نفسه وغيره بعد ما تقدم في الزخرف في آية الأخلاء ما أعلم بكونهم مدابرين، وصف أضدادهم بما لهم من البسط مع الاجتماع فقال: {متقابلين} أي ليس منهم أحد يدابر الآخر لا حساً ولا معنى، وود أن كلاًّ منهم يقابل الآخر ناظراً إليه، فإذا أرادوا النساء حالت الستور بينهم...
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
{مُتَقَابِلِينَ} في قلوبهم ووجوههم في كمال الراحة والطمأنينة والمحبة والعشرة الحسنة والآداب المستحسنة...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وُصف نعيم أجسادهم بذكر لباسهم وهو لباس الترف والنعيم وفيه كناية عن توفر أسباب نعيم الأجساد لأنه لا يَلبس هذا اللّباسَ إلا من استكمل ما قبله من ملائمات الجسد باطنهِ وظاهره.
والسندس: الديباج الرقيق النفيس، والأكثر على أنه معرب من الفارسية وقيل عربي. أصله: سِنْدِي، منسوب إلى السنِد على غير قياس. والسندس يلبس مما يلي الجسد.
والإستبرق: الديباج القوي يلبس فوق الثياب وهو معرب استبره فارسية، وهو الغليظ مطلقاً ثم خص بغليظ الديباج، ثم عُرب.
و {من} لبيان الجنس، والمبيَّن محذوف دل عليه {يلبسون}، والتقدير: ثياباً من سندس وإستبرق.
ثم وُصف نَعيم نفوسهم بعضِهم مع بعض في مجالسهم ومحادثاتهم بقوله: {متقابلين}؛ لأن الحديث مع الأصحاب والأحبّة نعيم للنفّس فأغنَى قوله: {متقابلين} عن ذكر اجتماعهم وتحابهم وحديث بعضهم مع بعض وأن ذلك شأنهم أجمعين بأن ذكر ما يستلزم ذلك وهو صيغة متقابلين ومادتُه على وجه الإيجاز البديع.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.