فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَلۡبَسُونَ مِن سُندُسٖ وَإِسۡتَبۡرَقٖ مُّتَقَٰبِلِينَ} (53)

{ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } خبر ثان أو ثالث أو حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور ، والسندس ما رق من الديباج ، وفي المصباح الديباج ثوب سداه ولحمته إبريسم ويقال إنه معرب انتهى ، والإستبرق ما غلظ منه وهو تعريب استبر . واللفظ إذا عرب خرج من أن يكون عجميا ؛ لأن معنى التعريب أن يجعل عربيا بالتصرف فيه ، وتغييره عن منهاجه وإجرائه على أوجه الإعراب فساغ أن يقع في القرآن العربي ، وقد تقدم تفسيره في سورة الكهف .

{ مُتَقَابِلِينَ } أي في مجالسهم ينظر بعضهم إلى بعض وهو أتم للأنس فلا يرد ما قيل من أن الجلوس على هذه الصفة موحش ، لأن قليل الثواب إذا اطلع على حال كثير الثواب يتنغص ، لأن أحوال الآخرة بخلاف أحوال الدنيا وقال المحلي : لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الأسرة بهم .