{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى } أي : ما زاغ يمنة ولا يسرة عن مقصوده { وَمَا طَغَى } أي : وما تجاوز البصر ، وهذا كمال الأدب منه صلوات الله وسلامه عليه ، أن قام مقاما أقامه الله فيه ، ولم يقصر عنه ولا تجاوزه ولا حاد عنه ،
وهذا أكمل ما يكون من الأدب العظيم ، الذي فاق فيه الأولين والآخرين ، فإن الإخلال يكون بأحد هذه الأمور : إما أن لا يقوم العبد بما أمر به ، أو يقوم به على وجه التفريط ، أو على وجه الإفراط ، أو على وجه الحيدة يمينا وشمالا ، وهذه الأمور كلها منتفية عنه صلى الله عليه وسلم .
وقوله - تعالى - { مَا زَاغَ البصر وَمَا طغى } بيان لما كان عليه النبى - صلى الله عليه وسلم - من ثبات واطمئنان عند رؤيته لما أذن الله - تعالى - له فى رؤيته .
والزيغ : هو الميل عن حدود الاستقامة . والطغيان : تجاوز الحدود المشروعة .
أى : ما مال بصر النبى - صلى الله عليه وسلم - عما أنذ الله - تعالى - له فى رؤيته . وما تجاوزه إلى ما لم يؤذن له فى رؤيته ، بل كان بصره - صلى الله عليه وسلم - منصبا على ما أبيح له النظر إليه .
فالمقصود من الآية الكريمة ، الثناء على النبى - صلى الله عليه وسلم - ، ووصفه بما هو أهله من أدب وطاعة لخالقه - عز وجل - .
قال ابن كثير : قوله : { مَا زَاغَ البصر وَمَا طغى } قال ابن عباس : ما ذهب يمينا ولا شمالا ، وما جاوز ما أمر به ، وهذه صفة عظيمة فى الثبات والطاعة . فإنه ما فعل إلا ما أمر به ، ولا سأل فوق ما أعطى ، وما أحسن قول القائل :
وقوله : { مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى } قال ابن عباس : ما ذهب يمينا ولا شمالا { وَمَا طَغَى } ما جاوز ما أمر به .
وهذه صفة عظيمة في الثبات والطاعة ، فإنه ما فعل إلا ما أمر به ، ولا سأل فوق ما أعطي . وما أحسن ما قال الناظم :
رأَى جَنَّةَ المَأوَى وَمَا فَوْقَها ، وَلَو*** رَأى غَيرُهُ ما قَد رَآه لتَاهَا
وقوله تعالى : { ما زاغ الصبر } قال ابن عباس معناه : ما جال هكذا ولا هكذا{[10702]} . وقوله : { وما طغى } معناه : ولا تجاوز المرئي ، بل وقع عليه وقوعاً صحيحاً ، وهذا تحقيق للأمر ونفي لوجود الريب عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.