فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ} (17)

{ ما زاغ البصر } أي ما مال بصر النبي صلى الله عليه وسلم عما رآه ، ولم يلتفت إلى ما غشى السدرة من فراش الذهب وغيره ، هذا بالنظر لكونه الذي غشيها هو فراش من الذهب ، وبالنظر لكونه أنوار الله لم يلتفت يمنة ولا يسرة ، بل اشتغل بمطالعتها ، مع أن ذلك العالم غريب عن بني آدم ، وفيه من العجائب ما يحير الناظر { وما طغى } أي ما جاوز ما رأى ، وفي هذا وصف أدب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام ، حيث لم يلتفت ، ولم يمل بصره ، ولم يمده إلى غير ما رأى ، وقيل : ما جاوز ما أمر به .