القول في تأويل قوله تعالى : { وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَ آبَآؤُنَا الأوّلُونَ * قُلْ إِنّ الأوّلِينَ وَالاَخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىَ مِيقَاتِ يَوْمٍ مّعْلُومٍ } .
يقول تعالى ذكره : وكانوا يقولون كفرا منهم بالبعث ، وإنكارا لإحياء الله خلقه من بعد مماتهم : أئذا كنا ترابا في قبورنا من بعد مماتنا ، وعظاما نخرة ، أئنا لمبعوثون منها أحياء كما كنا قبل الممات ، أو آباؤنا الأوّلون الذين كانوا قبلنا ، وهم الأوّلون ، يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهؤلاء إن الأوّلين من آبائكم والاَخرين منكم ومن غيركم ، لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ، وذلك يوم القيامة .
وقد تقدم ذكر اختلاف القراء في قوله : { أئذا } ، و { إنا } ، ويختص من ذلك بهذا الموضع أن ابن عامر يخالف فيه أصله فيقرأ هذا : «أئذا » . «أئنا » بتحقيق الهمزتين فيهما على الاستفهام ، ورواه أبو بكر عن عاصم في قوله : { إنا لمبعوثون } والعامل في قوله : { أئذا } فعل مضمر يدل عليه قوله : { لمبعوثون } تقديره : أنبعث أو نحشر ، ولا يعمل فيه ما بعده لأنه مضاف إليه .
وقرأ عيسى الثقفي : «مُتنا » بضم الميم ، وقرأ جمهور الناس : «مِتنا » بكسرها وهذا على لغة من يقول : مت أموت على وزن فعل بكسر العين يفعل بضمها ، ولم يحك منها عن العرب إلا هذه اللفظة وأخرى هو فضل يفضل .
والمراد من قوله : { وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا تراباً } الخ أنهم كانوا يعتقدون استحالة البعث بعد تلك الحالة . ويناظرون في ذلك بأن القول ذلك يستلزم أنهم يعتقدون استحالة البعث .
والاستفهام إنكاري كناية عن الإحالة والاستبعاد ، وتقدم نظير : { أإذا متنا وكنا تراباً } الخ في سورة الصافات .
وقرأ الجمهور { أإذا متنا } بإثبات الاستفهام الأول والثاني ، أي إذا متنا أإنا . وقرأه نافع والكسائي وأبو جعفر بالاستفهام في { أإذا متنا } والإِخبار في { إنّا لمبعوثون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.