والضمير في قوله - سبحانه - { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } يعود إلى المدينة أو القرى التي كان يسكنها قوم لوط - عليه السلام - .
أى : وإن هذه المساكن التي كان يسكنها هؤلاء المجرمون ، لبطريق ثابت واضح يسلكه الناس ، ويراه كل مجتاز له وهو في سفره من الحجاز إلى الشام ، كما قال - تعالى -
{ وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ وبالليل أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } والمقصود تذكير كفار قريش وغيرهم بعاقبة الظالمين ، حتى يقلعوا عن كفرهم وجحودهم ، وحتى يعتبروا ويتعظوا ، ويدخلوا مع الداخلين في دين الإِسلام .
وقوله : { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ } أي : وإن قرية سدوم التي أصابها ما أصابها من القلب الصوري والمعنوي ، والقذف بالحجارة ، حتى صارت بحيرة{[16220]} منتنة خبيثة لبطريق مَهْيَع مسالكه{[16221]} مستمرة إلى اليوم ، كما قال تعالى : { وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ وَبِالَّليْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ } [ الصافات : 137 ، 138 ]
وقال مجاهد ، والضحاك : { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ } قال : مُعَلَّم . وقال قتادة : بطريق واضح . وقال قتادة أيضًا : بصقع من الأرض واحد .
وقال السدي : بكتاب مبين ، يعني كقوله : { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } [ يس : 12 ] ولكن ليس المعنى على ما قال هاهنا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.