والفاء فى قوله - تعالى - : { فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ . . } للافصاح عن شرط مقدر . .
أى : إذا كان الأمر كما ذكرنا لك - أيها الرسول الكريم -فاترك هؤلاء الكافرين يخوضون فى باطلهم ، وينهمكون فى لعبهم .
{ حتى يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ الذي يُوعَدُونَ } وهو يوم القيامة ، الذى سنحاسبهم فيه حسابا عسيرا ، ونعاقبهم بالعقوبة التى يستحقونها .
فالآية الكريمة تسلية للرسول - صلى الله عليه وسلم - عما لحقه منهم من أذى ، وتهديد لأولئك الكافرين على أقوالهم الباطلة ، وأفعالهم الشنيعة .
اعتراض بِتَفْرِيعٍ عَن تنزيه الله عما ينسبونه إليه من الولد والشركاء ، وهذا تأييس من إجداء الحجة فيهم وأن الأوْلى به متاركتهم في ضلالهم إلى أن يحِين يومٌ يلقون فيه العذاب الموعود . وهذا متحقق في أيمة الكفر الذين ماتوا عليه ، وهم الذين كانوا متصدين لمحاجّة النبي صلى الله عليه وسلم ومجادلته والتشغيب عليه مثل أبي جهل وأمية بن خلف وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة والوليد بن المغيرة والنضر بن عبد الدار ممن قُتلوا يوم بدر .
و ( اليومَ ) هنا محتمل ليوم بدر وليوم القيامة وكلاهما قد وُعدوه ، والوعد هنا بمعنى الوعيد كما دل عليه السياق .
والخَوْض حقيقته : الدخول في لُجّة الماء ماشياً ، ويطلق مجازاً على كثرة الحديث ، والأخبار والاقتصار على الاشتغال بها ، وتقدم في قوله : { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم } في سورة الأنعام ( 68 ) .
والمعنى : فأعرض عنهم في حال خَوضهم في الأحاديث ولَعِبهم في مواقع الجد حين يهزأوون بالإسلام . واللعب : المزح والهزل .
وجُزم فعل { يخوضوا ويلعبوا } بلام الأمر محذوفة وهو أولى من جعله جزماً في جواب الأمر ، وقد تكرر مثله في القرآن فالأمر هنا مستعمل في التهديد من قبيل { اعملوا ما شئتم } [ فصلت : 40 ] .
وقرأ الجمهور { يلاقوا } بضم الياء وبألف بعد اللام ، وصيغة المفاعلة مجاز في أنه لقاء مُحقق . وقرأه أبو جعفر { يَلْقوا } بفتح الياء وسكون اللام على أنه مضارع المُجرد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.