السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَذَرۡهُمۡ يَخُوضُواْ وَيَلۡعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ} (83)

ولما ذكر تعالى هذا البرهان القاطع قال تعالى مسبباً عن ذلك : { فذرهم } أي : اتركهم على أسوأ أحوالهم { يخوضوا } أي : يفعلوا في باطلهم فعل الخائض في الماء { ويلعبوا } أي : يفعلوا فعل اللاعب في دنياهم { حتى يلاقوا } أي : يفعلوا بتصرم أعمارهم في فعل ما لا ينفعهم فعل المجتهدين في أن يلقوا { يومهم الذي يوعدون } أي : بوعد لا خلف فيه وهو يوم القيامة فيظهر فيه وعيدهم والمقصود منه التهديد لأنه تعالى ذكر الحجة القاطعة على فساد ما ذكروا فلم يلتفتوا إليها لأجل استغراقهم في طلب المال والجاه والرياسة ، فاتركهم في ذلك الباطل واللعب حتى يصلوا إلى ذلك اليوم الموعود به .