وقوله : { يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ } أي : يسقون من خمر من الجنة . والرحيق : من أسماء الخمر . قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة ، وابن زيد .
قال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا زهير ، عن سعد {[29859]} أبي المجاهد الطائي ، عن عطية بن سعد العوفي ، عن أبي سعيد الخدري - أراه قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " أيما مؤمن سقى مؤمنا شربة{[29860]} على ظمأ ، سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم . وأيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع ، أطعمه الله من ثمار الجنة . وأيما مؤمن كسا مؤمنا ثوبا على عُري ، كساه الله من خُضر الجنة " {[29861]} .
وجملة { يسقون من رحيق } خبر رابع عن الأبرار أو حال ثالثة منه . وعبر ب { يسقون } دون : يشربون ، للدلالة على أنهم مخدُومون يخدمهم مخلوقات لأجل ذلك في الجنة . وذلك من تمام الترفه ولذة الراحة .
والرحيق : اسم للخمر الصافية الطيبة .
والمختوم : المسدود إناؤه ، أي بَاطيَتُه ، وهو اسم مفعول من خَتمه إذا شدّ بصنف من الطين معروف بالصلابة إذا يبس فيعسر قلعه وإذا قلع ظهر أنه مقلوع كانوا يجعلونه للختم على الرسائل لئلا يقرأ حاملها ما فيها ولذلك يقولون من كرم الكتاب ختمه ويجعلون علامة عليه ، تطبع فيه وهو رَطْب فإذا يبس تعذر فسخها ، ويسمى ما تُطبع به خاتَماً بفتح الفوقية ، وكان الملوك والأمراء والسادة يجعلون لأنفسهم خواتيم يضعونها في أحد الخنصرين ليجدوها عند إصدار الرسائل عنهم ، قال جرير :
إن الخليفة أن الله سربله *** سِرْبَال مُلك به تُزجَى الخواتيم
والختام بوزن كتاب : اسم للطين الذي يُختم به كانوا يجعلون طين الختام على محل السداد من القارورة أو الباطية أو الدن للخمر لمنع تخلل الهواء إليها وذلك أصلح لاختمارها وزيادةِ صفائها وحفظ رائحتها . وجُعل ختام خمر الجنة بعجين المسك عوضاً عن طين الخَتم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.