قوله تعالى : { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ } .
قال الليث : الرَّحيقُ : الخمر{[59615]} .
وقال مقاتل : الخمر البيضاء{[59616]} .
وقال ابنُ الخطيب{[59617]} : لعله الخمر الموصوف بقوله تعالى : { لاَ فِيهَا غَوْلٌ } [ الصافات : 47 ] .
قوله : «مختوم » ، أي : ختم ومنع أن تمسَّهُ يد إلى أن يفكّ ختم الأبرار .
قال القفال{[59618]} : يحتملُ أن يكون ختم عليه تكريماً له بالصيانة على ما جرت به العادة من ختم ما يكرم ويصان ، وهناك خمر أخرى تجري أنهاراً ، لقوله : { وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } [ محمد : 15 ] ، إلاَّ أنَّ هذا المختوم أشرف من الجاري .
وقال أبو عبيدة والمبرد والزجاج : «المختوم » : الذي له ختام أي : عاقبة .
وروى عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : المختوم أشرف من الجاري الممزوج ختامه ، أي : طعمه وعاقبته مسكٌ ، وختم كلِّ شيء : الفراغ منه ، ومنه يقال : ختمتُ القرآن ، والأعمال بخواتيمها{[59619]} ، ويؤيده قراءة علي{[59620]} بن أبي طالب - كرم الله وجهه - واختاره الكسائي ، فإنه قرأ : «خاتمةُ مِسْك » أي : آخره ، كما يقال : خاتمُ النبيين ، ومعناه واحد .
قال الفراء : وهما متقاربان في المعنى ، إلا أن الخاتم : الاسم ، والخِتَام : المصدر ، كقولهم : هو كريم الطِّباع والطَّابع ، والخِتَام والخَاتم .
وقال قتادة : يمزج لهم بالكافور ، ويختم لهم بالمسك{[59621]} .
وقال مجاهد : مختوم ، أي : مطين{[59622]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.