معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (21)

قوله تعالى : { أولئك الذين خسروا أنفسهم } ، غبنوا أنفسهم ، { وضل عنهم ما كانوا يفترون } ، يزعمون من شفاعة الملائكة والأصنام .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (21)

ثم أكد - سبحانه - سوء مصيرهم فقال : { أولئك الذين خسروا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

أى : أولئك الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ، هم الذين خسروا أنفسهم وأوردوها المهالك بسبب تعمدهم الكذاب على الله ، { وَضَلَّ عَنْهُمْ } أى : وغاب عنهم ما كانوا يفترونه فى الدنيا من اعتقادات باطلة وادعاءات فاسدة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (21)

1

( أولئك الذين خسروا أنفسهم ) .

وهي أفدح الخسارة ، فالذي يخسر نفسه لا يفيد شيئا مما كسب غيرها وأولئك خسروا أنفسهم فأضاعوها في الدنيا ، لم يحسوا بكرامتهم الآدمية التي تتمثل في الارتفاع عن الدينونة لغير الله من العبيد . كما تتمثل في الارتفاع عن الحياة الدنيا والتطلع - مع المتاع بها - إلى ما هو أرقى وأسمى . وذلك حين كفروا بالآخرة ، وحين كذبوا على ربهم غير متوقعين لقاءه . وخسروا أنفسهم في الآخرة بهذا الخزي الذي ينالهم ، وبهذا العذاب الذي ينتظرهم . .

( وضل عنهم ما كانوا يفترون ) . .

غاب عنهم فلم يهتد إليهم ولم يجتمع عليهم ما كانوا يفترونه من الكذب على الله . فقد تبدد وذهب وضاع .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (21)

وقوله : { أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } أي : خسروا أنفسهم لأنهم دخلوا{[14549]} نارا حامية ، فهم معذبون فيها لا يُفَتَّر عنهم من عذابها طرفة عين ، كما قال تعالى : { كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } [ الإسراء : 97 ] .

و { ضَلَّ عَنْهُمْ } أي : ذهب عنهم { مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } من دون الله من الأنداد والأصنام ، فلم تُجْد عنهم شيئًا ، بل ضرتهم كل الضرر ، كما قال تعالى : { وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } [ الأحقاف : 6 ] ، وقال تعالى : { وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا } [ مريم : 81 ، 82 ] ، {[14550]} وقال الخليل لقومه : { إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ } [ العنكبوت : 25 ] ، {[14551]} وقال تعالى : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ } [ البقرة : 166 ] ؛

إلى غير ذلك من الآيات الدالة على خسرهم{[14552]} ودمارهم ؛ ولهذا قال : { لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ }


[14549]:- في ت : "أدخلوا".
[14550]:- في ت : "ويكونوا".
[14551]:- في ت : "ويوم".
[14552]:- في ت ، أ : "خسارهم".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (21)

{ خسروا أنفسهم } بوجوب العذاب عليهم ، ولا خسران أعظم من خسران النفس{[6296]} ، و { ضل } معناه : تلف ولم يجدوه حيث أملوه .


[6296]:- قال أبو حيان في "البحر": وهو على حذف مضاف، أي: راحة أو سعادة أنفسهم، وإلا فأنفسهم باقية معذبة".