معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (87)

قوله تعالى : { ترجعونها إن كنتم صادقين } أي : تردون نفس هذا الميت إلى جسده بعد ما بلغت الحلقوم ، فأجاب عن قوله : { فلولا إذا بلغت الحلقوم } وعن قوله : { فلولا إن كنتم غير مدينين } بجواب واحد . ومثله قوله عز وجل : { فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم }( البقرة- 38 ) أجيبا بجواب واحد ، معناه : إن كان الأمر كما تقولون : أنه لا بعث ولا حساب ولا إله يجازي فهلا تردون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم ، وإذا لم يمكنكم ذلك فاعلموا أن الأمر إلى غيركم وهو الله عز وجل فآمنوا به .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (87)

هلا إن كنتم غير خاضعين لنا { تَرْجِعُونَهَآ } أى : ترجعون الروح إلى صاحبها { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فى اعتقادكم بأن آلهتكم تستطيع الدفاع عنكم وفى اعتقادكم أنه لا بعث ولا حساب بعد الموت ، وفى توهمكم أن هناك قوة سوى قوة الله - عز وجل - يمكنها أن تساعدكم عند الشدائد والمحن .

وهكذا نجد هذه الآيات الكريمة ، تقيم أوضح الأدلة وأكثرها تأثيرا فى النفوس ، على كمال قدرة الله - تعالى - وعلى نفاذ مشيئته وإرادته . .

فهى تتحدى البشر جميعا أن يعيدوا الروح إلى أحب الناس إليهم ، وهم واقفون من حوله وقفة الحائر المستسلم . العاجز عن فعل أى شىء من شأنه أن يدفع عن هذا المحتضر ما فيه من كرب ، أو أن يؤخر انتزاعه روحه من جسده ، ولو لزمن قليل .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (87)

57

فدونكم إذن فلترجعوها - وقد بلغت الحلقوم - لتردوها عما هي ذاهبة إليه من حساب وجزاء . وأنتم حولها تنظرون . وهي ماضية إلى الدينونة الكبرى وأنتم ساكنون عاجزون !

هنا تسقط كل تعلة . وتنقطع كل حجة . ويبطل كل محال . وينتهي كل جدال . ويثقل ضغط هذه الحقيقة على الكيان البشري ، فلا يصمد له ، إلا وهو يكابر بلا حجة ولا دليل !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (87)

وقوله : تَرْجِعُوَنها إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ يقول : تردّون تلك النفوس من بعد مصيرها إلى الحلاقيم إلى مستقرّها من الأجساد إن كنتم صادقين ، إن كنتم تمتنعون من الموت والحساب والمجازاة ، وجواب قوله : فَلَوْلا إذَا بَلَغَتِ الْحَلْقُومَ ، وجواب قوله : فَلَوْلا إنْ كُنْتُمْ غَيرَ مَدِينِينَ جواب واحد وهو قوله : تَرْجِعُوَنها وذلك نحو قوله : فإمّا يأْتِيَنّكُمْ مِنّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ جعل جواب الجزاءين جوابا واحدا . وبنحو الذي قلنا في قوله : تَرْجِعُوَنها قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : تَرْجِعُوَنها قال : لتلك النفس إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (87)

ترجعونها ترجعون النفس إلى مقرها وهو عامل الظرف والمحضض عليه ب فلولا الأولى والثانية تكرير للتوكيد وهي بما في حيزها دليل جواب الشرط والمعنى إن كنتم غير مملوكين مجزيين كما دل عليه جحدكم أفعال الله وتكذيبكم بآياته إن كنتم صادقين في أباطيلكم فلولا ترجعون الأرواح إلى الأبدان بعد بلوغها الحلقوم .