قال أبو البقاء{[55141]} : «تَرْجعُونَها » جواب «لولا » الأولى ، وأغنى ذلك عن جواب الثانية .
وقال الزمخشري : «إنّ » لولا «الثانية تكرير » . انتهى .
قال شهاب الدين{[55142]} : وتسمية مثل هذا جواباً ليس بصحيح ألبتة ؛ لأن هذه تحضيضية لا جواب لها ، إنما الجواب للامتناعية لوجود ، نحو : { وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ } [ النور : 21 ] .
وقال ابن عطية{[55143]} : وقوله : «ترجعونها » سدّ مسدّ الأجوبة والبيانات التي تقتضيها التحضيضيات ، وإذا في قوله «فَلوْلاَ إذَا » ، وإن المتكررة ، وحمل بعض القول بعضاً إيجازاً واختصاراً . انتهى .
فجعل «إذا » شرطية ، وقوله بالأجوبة يعني ل «إذا » ، ول «إن » في قوله : { إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } ، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } .
والبيانات : يعني الأفعال التي حضض عليها ، وهي عبارة قلقة{[55144]} .
قال أبو حيان{[55145]} : «و «إذا » ليست شرطاً ، بل ظرفاً يعمل فيها «ترجعونها » المحذوف بعد «فلولا » لدلالة «ترجعونها » في التحضيض الثاني عليه ، فجاء التحضيض الأول مقيداً بوقت بلوغ الحلقوم ، وجاء التَّحضيض الثاني معلقاً على انتفاء مربوبيتهم ، وهم لا يقدرون على رجوعها ، إذ مربوبيتهم موجودة فهم مقهُورون ، لا قدرة لهم » . انتهى .
فجعل «ترجعونها » المذكور ل «لولا » الثانية ، وهو دال على محذوف بعد الأولى ، وهو أحد الأقوال التي نقلها أبو البقاء فيما تقدم{[55146]} .
وقوله : { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } .
شرط آخر ، وليس هذا من اعتراض الشرط على الشرط نحو : «إن ركبت إن لبست فأنت طالق » حتى يجيء فيه ما تقدم في هذه المسألة ؛ لأن المراد هنا : إن وجد الشرطان كيف كانا فهل رجعتم بنفس الميت{[55147]} ؟ .
[ وقال القرطبي{[55148]} : { ترجعونها إن كنتم صادقين } يرجع الروح إلى الجسد إن كنتم صادقين ، أي : ولن ترجعونها فبطل ]{[55149]} زعمكم أنكم غير مملوكين ، ولا محاسبين ، و«تَرْجعُونها » جواب لقوله تعالى : { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الحلقوم } ، ولقوله : { فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } وأجيبا بجواب واحد . قاله الفرَّاء{[55150]} ، وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد ، ومنه قوله تعالى : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [ البقرة : 38 ] ، أجيبا بجواب واحد ، وهما شرطان .
والمعنى : إن كان الأمر كما تقولون : إنه لا بعث ، ولا حساب ، ولا إله يجازي ، فهلاَّ تردون نفس من يعزّ عليكم إذا بلغت الحلقوم ؟ وإذا لم يمكنكم ذلك فاعلموا أن الأمر إلى غيركم وهو الله عز وجل . قاله البغوي{[55151]} .
وقيل : حذف أحدهما لدلالة الآخر عليه .
وقيل : فيها تقديم وتأخير ، مجازها : «فلولا وهلا إن كنتم غير مدينين ترجعونها تردّون نفس الميت إلى جسده إذا بلغت الحلقوم »{[55152]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.