التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قَالُواْ رَبُّنَا يَعۡلَمُ إِنَّآ إِلَيۡكُمۡ لَمُرۡسَلُونَ} (16)

قوله تعالى { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون } .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله { فعززنا بثالث } قال : شددنا .

قال ابن كثير : { قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا } ، أي : فكيف أوحى إليكم وأنتم بشر ونحن بشر ، فلم لا أوحي إلينا مثلكم ؟ . ولو كنتم رسلا لكنتم ملائكة . وهذه شُبه كثير من الأمم المكذبة ، كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله { ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا } ، فاستعجبوا من ذلك وأنكروه ، وقوله : { قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فائتونا بسلطان مبين } . وقوله حكاية عنهم في قوله : { ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون } ، { وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا } . ولهذا قال هؤلاء : { ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون } أي : أجابتهم رُسُلهم الثلاثة قائلين : الله يعلن أنا رسله إليكم ، ولو كان كذبة عليه لانتقم منا أشد الانتقام ، ولكنه سيعزنا وينصرنا عليكم ، وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار ، كقوله تعالى : { قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات وما في الأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون } .