فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ رَبُّنَا يَعۡلَمُ إِنَّآ إِلَيۡكُمۡ لَمُرۡسَلُونَ} (16)

{ قَالُوا } أي فأجابوهم بإثبات رسالتهم بكلام مؤكد تأكيدا بليغا لتكرر الإنكار من أهل أنطاكية ، وهو قولهم : { رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } فأكدوا الجواب بالقسم الذي يفهم من قولهم ربنا يعلم وبإن وباللام .

قال الزمخشري : ووجه التكرار أن الأول ابتداء إخبار ، والثاني جواب عن إنكار انتهى ، وهذا مخالف لما في المفتاح من أنهم أكدوا في المرة الأولى لأن تكذيب الاثنين تكذيب للثالث لاتحاد المقالة ، فلما بالغوا في تكذيبهم زادوا التأكيد ، وما ذهب إليه الزمخشري نظرا إلى أن مجموع الثلاثة لم يسبق منهم إخبار ولا تكذيب لهم في المرة الأولى ، فالتأكيد فيها للاعتناء والاهتمام بالخبر . انتهى ، قاله الشهاب .