قوله تعالى { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون } .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله { فعززنا بثالث } قال : شددنا .
قال ابن كثير : { قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا } ، أي : فكيف أوحى إليكم وأنتم بشر ونحن بشر ، فلم لا أوحي إلينا مثلكم ؟ . ولو كنتم رسلا لكنتم ملائكة . وهذه شُبه كثير من الأمم المكذبة ، كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله { ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا } ، فاستعجبوا من ذلك وأنكروه ، وقوله : { قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فائتونا بسلطان مبين } . وقوله حكاية عنهم في قوله : { ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون } ، { وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا } . ولهذا قال هؤلاء : { ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون } أي : أجابتهم رُسُلهم الثلاثة قائلين : الله يعلن أنا رسله إليكم ، ولو كان كذبة عليه لانتقم منا أشد الانتقام ، ولكنه سيعزنا وينصرنا عليكم ، وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار ، كقوله تعالى : { قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات وما في الأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.