نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَٰعِبَادِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَ وَلَآ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ} (68)

ولما أفهم هذا أنهم لا عداوة بينهم ، بل يكونون في التواد على أضعاف ما كانوا عليه في الدنيا لما ظهر لهم من توادهم فيها وتناصرهم هو أفضى بهم إلى الفوز الدائم برضوان الله ، وصل به حالاً بين فيها ما يتلقاهم به من تواد فيه سبحانه تشريفاً لهم وتسكيناً لما يقتضيه ذلك المقام من الأهوال : { يا عباد } أي مقولاً لهم هذا ، فخص بالإضافة إليه كما خصوه بالعبادة { لا خوف } أي بوجه من الوجوه { عليكم اليوم } أي في الآخرة مما يحويه ذلك اليوم العظيم من الأهوال والأمور الشداد والزلازل { ولا أنتم تحزنون } أي لا يتجدد لكم حزن على شيء فات في وقت من الأوقات الآتية لأنكم لا يفوتكم شيء تسرون به .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{يَٰعِبَادِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَ وَلَآ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ} (68)

قوله : { ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون } ذلك نداء من الله يوم القيامة ، يوم الفزع الأكبر حيث الأهوال المخوفة والبلايا التي تقصم القلوب- إذ ينادي به عباده المؤمنين المتقين وقد غشى الناس من الهم والترويع واليأس ما غشيهم : أن يا عبادي الذين آمنوا واتقوا وأخلصوا دينهم لربهم { لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون } أي لا تخافوا مما ترونه من الأفزاع والأهوال فأنتم آمنون مطمئنون { ولا أنتم تحزنون } على فراق الدنيا وما فيها من الأصحاب والأحباب والخلان والمصالح والأموال والقربات والذكريات ، فإن الذي قدمتم عليه لهو خير لكم مما فارقتموه في الدنيا .

وذكر أن الناس ينادون هذا النداء يوم القيامة فيطمع فيها من ليس من أهلها حتى يسمع قوله : { الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين } فييأس منها عند ذلك .