نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (180)

ولما قدم ما هو المقصود بالذات . عطف على خبر { إن } قوله : { وما أسئلكم عليه من أجر } نفياً لما ينفر عنه ؛ ثم زاد في البراءة مما يوكس من الطمع في أحد من الخلق فقال : { إن } أي ما { أجري إلا على رب العالمين* } أي المحسن إلى الخلائق كلهم ، فأنا لا أرجو أبداً أحداً يحتاج إلى الإحسان إليه ، وإنما أعلق أملي بالمحسن الذي لا يحتاج إلى أحد ، وكل أحد سائل من رفده ، وآخذ من عنده ولقد اتضح أن الرسل متطابقون في الدعوة في الأمر بالتقوى والطاعة والإخلاص في العبادة ، مع النصح والعفة ، والأمانة والخشية والحسبة .