الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (180)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وما أسألكم عليه} يعني: على الإيمان {من أجر} يعني: من جعل {إن أجري} يعني: ما جزائي {إلا على رب العالمين}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول:"وَمَا أسْألُكُمْ" على نصحي لكم من جزاء وثواب، ما جزائي وثوابي على ذلك "إلاّ عَلى رَبّ الْعَالَمِينَ".

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 127]

أخبر عن كل واحدٍ من الأنبياء أنه قال: لا أسألكم عليه من أجر، ليَعْلَمَ الكافةُ أنّ من عَمِلَ لله فلا ينبغي أن يَطْلُبَ الأجْرَ من غير الله. وفي هذا تنبيهٌ للعلماء -الذين هم وَرَثَةُ الأنبياء- أن يتأدَّبوا بأنبيائهم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما قدم ما هو المقصود بالذات. عطف على خبر {إن} قوله: {وما أسئلكم عليه من أجر} نفياً لما ينفر عنه؛ ثم زاد في البراءة مما يوكس من الطمع في أحد من الخلق فقال: {إن} أي ما {أجري إلا على رب العالمين} أي المحسن إلى الخلائق كلهم، فأنا لا أرجو أبداً أحداً يحتاج إلى الإحسان إليه، وإنما أعلق أملي بالمحسن الذي لا يحتاج إلى أحد، وكل أحد سائل من رفده، وآخذ من عنده ولقد اتضح أن الرسل متطابقون في الدعوة في الأمر بالتقوى والطاعة والإخلاص في العبادة، مع النصح والعفة، والأمانة والخشية والحسبة.

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 109]

تكفل الحق سبحانه وتعالى لرسله بأرزاقهم، فكانوا في حياتهم الخاصة يتمتعون بالاكتفاء الذاتي والاستقلال، لذلك كانوا يواجهون أقوامهم بما يدفع الشبهة في هذا الباب، حتى لا يجدوا لرفض دعوتهم أي سبب من الأسباب، وهذا هو مغزى قوله تعالى حكاية عن كل واحد منهم: {وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين}.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

لأنكم لا تملكون لأنفسكم ولا لأحد غيركم نفعاً ولا ضرّاً إلا بإذن الله، فلماذا أطلب الأجر منكم ولا أطلبه من الله سبحانه، فلا أريد منكم شيئاً إلا الاستجابة لله في تفاصيل الرسالة كلها.

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :

من الهداية: -لا يصح لداع إلى الله أن يطلب أجره ممن يدعوهم فإن ذلك ينفرهم.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

واعلموا أنّي أبتغي ثوابه ووجهه (وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلاّ على رب العالمين). وهذه التعابير هي التعابير ذاتها التي دعا بها سائر الأنبياء أُمَمهم، فهي متحدة المآل ومدروسة، إذ تدعو إلى التقوى، وتؤكّد على سابقة أمانة النّبي بين قومه، كما أنّها تؤكّد على أن الهدف من الدعوة إلى الله معنوي فحسب، وليس ورائها هدف مادي، ولا يطمع أيّ من الأنبياء بما في يد الآخرين، ليكون مثاراً للشكوك وذريعةً للمتذرعين! و «شعيب» كسائر الأنبياء الذين ورد جانب من تأريخ حياتهم في هذه السورة، فهو يدعو قومه بعد الدعوة العامّة للتقوى وطاعة الله، إلى إصلاح انحرافاتهم الأخلاقية والاجتماعية وينتقدهم على هذه الانحرافات، وحيث أن أهم انحراف عند قومه كان الاضطراب الاقتصادي، والاستثمار والظلم الفاحش في الأثمان والسلع، والتطفيف في الكيل، لذلك فقد اهتم بهذه المسائل أكثر من غيرها، وقال لهم: (أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين).