نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (62)

ولما حثهم على السلوك لصراط الولي الحميد بدلالة الشفوق النصوح الرؤوف الرحيم ، حذرهم من العدو البعيد المحترق الطريد ، فقال دالاً على عظيم فتنته بما له من التزيين للمشتهى والأخذ من المأمن والتلبيس للمشكل والتغطية للخوف بالتأكيد ، لما هم تابعون من ضده على وجه التقليد : { ولا يصدنكم } أي عن هذا الطريق الواضح الواسع المستقيم الموصل إلى المقصود بأيسر سعي { الشيطان } ولما كان كأنه قيل ما له يصدنا عن سبيل ربنا ؟ ذكر العلة تحذيراً في قوله : { إنه لكم } أي عامة ، وأكد الخبر لأن أفعال التابعين لكم أفعال من ينكر عداوته : { عدو مبين } أي واضح العداوة في نفسه مناد بها ، وذلك بإبلاغه في عداوة أبيكم حتى أنزلكم بإنزاله عن محل الراحة إلى موضع النصب ، عداوة ناشئة عن الحسد ، فهي لا تنفك أبداً .