نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لَكُمۡ فِيهَا فَٰكِهَةٞ كَثِيرَةٞ مِّنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (73)

ولما كان الأكل أعم الحاجات وأعم الطلبات ، قال تعالى مبيناً أن جميع أكلهم تفكه ليس فيه شيء تقوتاً لأنه لا فناء فيها لقوة ولا غيرها لتحفظ بالأكل ولا ضعف { لكم فيها فاكهة } أي ما يؤكل تفكهاً وإن كان لحماً وخبزاً . ولما كان ما يتفكه في الدنيا قليلاً قال تعالى : { كثيرة } ودل مع الكثرة على دوام النعمة بقصد التفكه بكل شيء فيها بقوله : { منها } أي لا من غيرها مما يلحظ فيه التقوت { تأكلون } فلا تنفد أبداً ولا تتأثر بأكل الآكلين لأنها على صفة الماء النابع ، لا يؤخذ منه شيء إلا خلف مكانه مثله أو أكثر منه في الحال .