ولما كان التقدير : ذلك لأنكم لم تؤمنوا ، فمن آمن منكم ومن غيركم{[60277]} وأخلص ، أبحناه جنة وحريراً ، عطف عليه قوله معمماً : { ومن لم يؤمن } منكم ومن غيركم { بالله } أي-{[60278]} الذي لا موجود في الحقيقة سواه { ورسوله } أي الذي أرسله لإظهار دينه وهو الحقيق بالإضافة إليه ، معبراً عنه بالاسم الأعظم ، وللزيادة في تعظيمه وتحقير شانئه وتوهية كيده-{[60279]} التفت إلى مقام التكلم بمظهر العظمة فقال{[60280]} : { فإنا } أي على ما لنا من العظمة { أعتدنا } {[60281]}له أو لهم{[60282]} هكذا كان الأصل ، ولكنه قال معلقاً للحكم بالوصف إيذاناً بأن من لم يجمع الإيمان بهما فهو كافر ، وإن السعير لمن-{[60283]} كان كفره راسخاً فقال تعالى : { للكافرين } أي الذين لا يجمعون الإيمان بالمرسل والرسول فيكونون بذلك كفاراً ، ويستمرون على وصف الكفر لأنهم جبلوا عليه { سعيراً * } أي ناراً شديدة الإيقاد والتلهب ، فهي عظيمة الحر {[60284]}توجب الجنون{[60285]} وإيقاد الباطن بالجوع بحيث لا يشبع صاحبه والانتشار بكل شر{[60286]} ، فإن التنكير{[60287]} هنا {[60288]}للتهويل والتعظيم{[60289]} ، وهذه الآية مع ما أرشد السياق إلى عطفها عليه ممن يؤمن دالة - وإن كانت في سياق الشرط - على أن أكثرهم يخلص إيمانه بعد ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.