نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمَن لَّمۡ يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ فَإِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ سَعِيرٗا} (13)

ولما كان التقدير : ذلك لأنكم لم تؤمنوا ، فمن آمن منكم ومن غيركم{[60277]} وأخلص ، أبحناه جنة وحريراً ، عطف عليه قوله معمماً : { ومن لم يؤمن } منكم ومن غيركم { بالله } أي-{[60278]} الذي لا موجود في الحقيقة سواه { ورسوله } أي الذي أرسله لإظهار دينه وهو الحقيق بالإضافة إليه ، معبراً عنه بالاسم الأعظم ، وللزيادة في تعظيمه وتحقير شانئه وتوهية كيده-{[60279]} التفت إلى مقام التكلم بمظهر العظمة فقال{[60280]} : { فإنا } أي على ما لنا من العظمة { أعتدنا } {[60281]}له أو لهم{[60282]} هكذا كان الأصل ، ولكنه قال معلقاً للحكم بالوصف إيذاناً بأن من لم يجمع الإيمان بهما فهو كافر ، وإن السعير لمن-{[60283]} كان كفره راسخاً فقال تعالى : { للكافرين } أي الذين لا يجمعون الإيمان بالمرسل والرسول فيكونون بذلك كفاراً ، ويستمرون على وصف الكفر لأنهم جبلوا عليه { سعيراً * } أي ناراً شديدة الإيقاد والتلهب ، فهي عظيمة الحر {[60284]}توجب الجنون{[60285]} وإيقاد الباطن بالجوع بحيث لا يشبع صاحبه والانتشار بكل شر{[60286]} ، فإن التنكير{[60287]} هنا {[60288]}للتهويل والتعظيم{[60289]} ، وهذه الآية مع ما أرشد السياق إلى عطفها عليه ممن يؤمن دالة - وإن كانت في سياق الشرط - على أن أكثرهم يخلص إيمانه بعد ذلك .


[60277]:من ظ ومد، وفي الأصل: غيرهم.
[60278]:زيد من مد.
[60279]:زيد من ظ ومد.
[60280]:سقط من مد.
[60281]:من ظ ومد، وفي الأصل: لهم أوله بإثبات الضمير لما يأتي.
[60282]:من ظ ومد، وفي الأصل: لهم أوله بإثبات الضمير لما يأتي.
[60283]:زيد من ظ ومد.
[60284]:من مد، وفي الأصل: تجب الجنود وفي ظ: تجب الجنون.
[60285]:من مد، وفي الأصل: تجب الجنود وفي ظ: تجب الجنون.
[60286]:زيد في الأصل و ظ: فهي، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[60287]:من مد، وفي الأصل و ظ: الشكر.
[60288]:في مد: التعظيم والتهويل.
[60289]:في مد: التعظيم والتهويل.