أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا} (10)

شرح الكلمات :

{ واصبر على ما يقولون } : أي على ما يقوله لك كفار مكة من أذى كقولهم شاعر وساحر وكاذب .

{ واهجرهم هجرا جميلا } : أي اتركهم تركا جميلا أي لا عتاب معه .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في تربية الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته بأنواع التربية الربانية الخاصة فقال تعالى لرسوله { واصبر على ما يقولون } أي كفار قريش من كلام يؤذونك به كقولهم هو ساحر وشاعر وكاهن ومجنون وما إلى ذلك ، وقوله { واهجرهم هجرا جميلا } يرشد تعالى رسوله إلى هجران كفار قريش وعدم التعرض لهم والهجر الجميل هو الذي لا عتاب معه .

الهداية :

من الهداية :

- وجوب الصبر على الطاعة وعن المعصيّة .

- الهجر الجميل هو الذي لا عتاب فيه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا} (10)

{ واصبر على ما يقولون } أي : على ما يقول الكفار والآية منسوخة بالسيف ، وقيل : إنما المنسوخ المهادنة التي يقتضيها قوله : { اهجرهم هجرا جميلا } ، وأما الصبر فمأمور به في كل وقت .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرٗا جَمِيلٗا} (10)

ولما كانت الوكالة لا تكون إلا فيما يعجز ، وكان الأمر بها مشيراً إلى-{[69479]} أنه لا بد أن يكون عن-{[69480]} هذا القول الثقيل خطوب طوال وزلازل وأهوال ، قال : { واصبر } وأشار إلى عظمة الصبر بتعديته بحرف الاستعلاء فقال : { على ما } وخفف الأمر بالإشارة إلى أنهم لا يصلون{[69481]} إلى غير الأذى بالقول ، وعظمه-{[69482]} باستمرارهم عليه فقال : { يقولون } أي المخالفون المفهومون من الوكالة من مدافعتهم الحق بالباطل في حق الله وحقك .

ولما كانت مجانبة البغيض إلا عند الاضطرار مما يخفف من أذاه قال : { واهجرهم } أي أعرض عنهم جهاراً دافعاً للهرج مهما أمكن { هجراً جميلاً * } بأن تعاشرهم بظاهرك وتباينهم بسرك وخاطرك ، فلا تخالطهم إلا فيما أمرك الله به على ما حده لك من دعائهم إليه سبحانه ومن موافاتهم في أفراحهم وأحزانهم فتؤدي حقوقهم ولا تطالبهم بحقوقك لا تصريحاً ولا تلويحاً .


[69479]:زيد من ظ و م.
[69480]:زيد من ظ و م.
[69481]:زيد من ظ و م.
[69482]:من ظ و م، وفي الأصل: لا يصلوك.