أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} (4)

شرح الكلمات :

{ أو زد عليه } : أي إلى الثلثين فأنت مخير في أيها تفعل تقبل .

{ ورتل القرآن ترتيلا } : أي ترسل في قراءته وبيّنه تبييناً .

المعنى :

{ أو زد عليه } أي على النصف إلى الثلثين وامتثل الرسول أمر ربّه فقام مع أصحابه حتى تورمت أقدامهم . ثم خفف الله تعالى عنهم ونزل آخر هذه السورة بالرخصة في ترك القيام الواجب وبقى الندب والاستحباب وقوله تعالى { ورتل القرآن ترتيلا } يرشده ربّه إلى أحسن التلاوة وهي الترسل وعدم السرعة حتى يبيّن الكلمات تبييناً ويترقى القلب في معانيها .

الهداية :

من الهداية :

- الندب إلى ترتيل القرآن وترك العجلة في تلاوته .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} (4)

2

{ ورتل القرآن ترتيلا } الترتيل هو التمهل والمد وإشباع الحركات وبيان الحروف ، وذلك معين على التفكر في معاني القرآن بخلاف الهذ الذي لا يفقه صاحبه ما يقول وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته حرفا حرفا ولا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} (4)

{ أو زد عليه } {[69392]}أي على{[69393]} النصف قليلاً كالسدس مثلاً ، فيكون الذي تقومه الثلثين مثلاً ، وعلى كل تقدير من هذه التقادير يصادف القيام - وهو لا يكون إلا بعد النوم : الوقت الذي يباركه الله بالتجلي فيه-{[69394]} فإنه صح أنه ينزل سبحانه عن-{[69395]} أن يشبه {[69396]}ذاته شيئاً{[69397]} أو نزوله نزول{[69398]} غيره بل-{[69399]} هو كناية عن فتح باب السماء الذي هو كناية عن وقت استجابة الدعاء - حين يبقى ثلث الليل - وفي رواية : حين{[69400]} يبقى شطر الليل الآخر - إلى سماء الدنيا فيقول : هل من سائل فأعطيه ، هل من تائب فأتوب عليه ، هل من كذا هل من كذا حتى يطلع الفجر . وكان هذا القيام في أول الإسلام فرضاً عليهم على التخيير بين{[69401]} هذه المقادير الثلاثة فكانوا يشقون على أنفسهم ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى يصبح مخافة أن لا يحفظ القدر الواجب ، وكذا بعض أصحابه رضي الله تعالى عنهم واشتد ذلك عليهم حتى انتفخت أقدامهم ، وكان هذا قبل فريضة الخمس ، فنزل آخرها بالتخفيف بعد سنة

( علم أن لن تحصوه }[ المزمل : 20 ] الآيات ، فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة .

ولما أمر بالقيام وقدر وقته وعينه ، أمر بهيئة التلاوة على وجه عام للنهار معلم بأن القيام بالصلاة التي روحها القرآن فقال : { ورتل القرآن } أي اقرأه على تؤدة و-{[69402]}بين حروفه بحيث يتمكن السامع من عدها و-{[69403]} حتى يكون المتلو شبيهاً بالثغر المرتل وهو المفلج المشبه بنور الأقحوان{[69404]} ، فإن ذلك موجب لتدبره فتكشف له مهماته وينجلي عليه أسراره وخفياته ، قال ابن مسعود رضي الله عنه{[69405]} : ولا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر ، ولكن قفوا عند عجائبه وحركوا به{[69406]} القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة . روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى أصبح بآية ، والآية{[69407]} { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } " [ المائدة : 118 ] ولما أعلم سبحانه بالترتيل أعلم بشرفه بالتأكيد بالمصدر فقال : { ترتيلاً * } .


[69392]:من ظ و م، وفي الأصل: أو زد عليه وهو.
[69393]:من ظ و م، وفي الأصل: أو زد عليه وهو.
[69394]:زيد من ظ و م.
[69395]:زيد من ظ و م.
[69396]:من ظ و م، وفي الأصل: لشيء.
[69397]:من ظ و م، وفي الأصل: لشيء.
[69398]:من ظ و م، وفي الأصل: كنزول.
[69399]:زيد من ظ و م.
[69400]:من ظ و م، وفي الأصل: حتى.
[69401]:من ظ و م، وفي الأصل: في.
[69402]:زيد من م.
[69403]:من ظ و م، وفي الأصل: الأفق.
[69404]:من ظ و م، وفي الأصل: عنه.
[69405]:راجع المعالم 5/138.
[69406]:من ظ و م، وفي الأصل: له.
[69407]:118/المائدة.